متابعة- يوسف اسماعيل
إن ظاهرة الديجافو (deja vu) هي إحدى الظواهر النفسية المثيرة للاهتمام والتي طالما شغلت بال الباحثين والعلماء على مر العصور. هذه الظاهرة تتمثل في شعور الشخص بأنه قد عاش هذا الموقف أو تجربة معينة من قبل، على الرغم من أن هذا الشعور لا يكون مرتبطًا بأي ذكريات حقيقية أو تجربة سابقة.
أسرار ظاهرة الديجافو وتأثيرها على صحتك النفسية:
تتعدد النظريات والتفسيرات المقدمة لهذه الظاهرة الغامضة، فمن الناحية العلمية، هناك العديد من الافتراضات التي حاولت إيجاد تفسير لها. فعلى سبيل المثال، يرى بعض العلماء أن الديجافو قد يكون ناتجًا عن اختلال في عملية معالجة المعلومات في الدماغ، حيث يحدث تأخير بسيط في نقل المعلومات بين نصفي الدماغ. وبالتالي، يشعر الشخص بأنه قد عاش هذا الموقف من قبل، على الرغم من أنه في الحقيقة لم يمر به من قبل.
كما قد يكون الديجافو ناتجًا عن استرجاع جزئي لذكريات سابقة، إذ قد يكون الشخص قد مر بتجربة مشابهة في الماضي دون أن يدرك ذلك بشكل كامل. وعندما يواجه موقفًا مشابهًا، يستشعر شعورًا بالألفة والإلمام به، مما يؤدي إلى ظهور ظاهرة الديجافو.
وفي بعض الأحيان، قد يكون الديجافو ناتجًا عن اختلال في عملية الانتباه والتركيز لدى الشخص، حيث يكون التركيز منصبًّا على جانب واحد من الموقف وتغفل عنصر آخر مما يؤدي إلى الشعور بالألفة والخبرة السابقة.
علاوة على ذلك، هناك من يرى أن الديجافو قد يكون ناتجًا عن خلل في عملية الذاكرة، حيث يتم استدعاء معلومات من الذاكرة بشكل خاطئ أو مشوش، مما يؤدي إلى الشعور بأن الموقف قد حدث من قبل.
وفي الجانب النفسي، هناك من يرى أن الديجافو قد يكون ناتجًا عن حالة من الاستثارة والتوتر النفسي، حيث يكون الشخص في حالة من الانتباه المرتفع والاستعداد للمواقف المستقبلية، مما يؤدي إلى الشعور بالألفة والخبرة السابقة.
كما أن هناك من ربط ظاهرة الديجافو بالعوامل الوراثية والجينية، حيث يرى أن هناك بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي أكبر لتجربة هذه الظاهرة مقارنة بغيرهم.