متابعة بتول ضوا
لطالما روّج مفهوم “التفكير الإيجابي” كطريق لتحقيق السعادة والنجاح. لكن ماذا لو اكتشفنا أنّه قد يكون له تأثير سلبي على ذكائنا؟
فقد شككت دراستان حديثتان في الفوائد المُطلقة للتفكير الإيجابي.
حيث أشارت الدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” عام 2023، إلى وجود صلة بين الميل إلى التشاؤم المعتدل وارتفاع معدل الذكاء.
فقد وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين أظهروا لمسة من التشاؤم كانوا أكثر واقعية في تقييمهم لفرص النجاح في مجالات مثل المال وبدء مشاريع تجارية جديدة.
أما الدراسة الثانية، التي أجراها باحثون من جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، فقد ربطت بين التفاؤل المفرط وسلوكيات محفوفة بالمخاطر وقرارات متسرعة.
فقد أظهرت النتائج أنّ الأشخاص المتفائلين بشكل مبالغ فيه كانوا أكثر عرضة للمشاركة في أنشطة محفوفة بالمخاطر، مثل القيادة المتهورة أو الاستثمار المالي المُضارب، دون تقييم كافٍ للعواقب المحتملة.
تُثير هذه الدراسات تساؤلات حول الفهم الشائع للتفكير الإيجابي.
فبينما يُنصح عادةً بتبني نظرة متفائلة للحياة، تُشير هذه النتائج إلى أنّ التفاؤم المفرط قد يكون له سلبيات، خاصةً عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات أو تقييم المخاطر