تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأحد، تضامن الدولة مع شعوب العالم في أزمة انتشار فيروس كورونا، إضافةً إلى تسليط الضوء على النموذج المتطور الذي قدمته الصين في مواجهة هذا الوباء الخطر اضافة الى آثاره على الاتحاد الاوروبي.
نصر جماعي
فتحت عنوان “نصر جماعي”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إنه في هذه الأزمة، العالَم أحوج ما يكون إلى التضامن والتكاتف، في الوقت الذي تبذل فيه كل دولة جهودها الوطنية لمواجهة انتشار فيروس كورونا ومحاصرة تداعياته التي يتصدر خط الدفاع الأول فيها كوادرها الصحية بالتصدي بكل شجاعة للوباء، والنضال لتقديم العلاج والرعاية للمصابين بالفيروس”.
وأضافت: “أن التضامن مع شعوب العالم هو نهج الإمارات وقيادتها التي تحاول بكل ما أوتيت من عزيمة وجهد ومقدرات الوقوف مع دول العالم في هذه الأزمة، حيث حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، على التعبير عن تضامنه مع الصين وقيادتها وشعبها، في يوم حدادها الوطني، على من فقدوهم في معركتهم ضد هذا الوباء”.
وأشارت إلى أن عزيمة الشعوب وإرادتها وتكاتفها هي السبيل لمواجهة هذا التحدي.. هي الرسالة التي ينادي بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، انطلاقاً من رؤية إماراتية ثابتة لتنسيق الجهود والخطط والرؤى العالمية لمواجهة مختلف التحديات العالمية، ولعل أهمها حالياً هذا الوباء الذي ألقى بآثاره على مختلف القطاعات.
وخلصت، في ختام افتتاحيتها، إلى أن التجارب أثبتت أن صدق الجهود المبذولة في الحفاظ على صحة المجتمع، وتعزيز الوعي العام، وتوفير مختلف الموارد الطبية والغذائية والدوائية، كما يحدث في الإمارات، هي الطريق السليم للوصول إلى القضاء التام على الفيروس في أسرع وقت، وتسجيل نصر جماعي على هذا التحدي العالمي.
سننتصر ونحتفل معاً
من ناحيتها، وتحت عنوان “سننتصر ونحتفل معاً، أكدت صحيفة “البيان” أن التاريخ سيسجل لدولة الإمارات العربية المتحدة صفحات خالدة ومضيئة على تعاملها الإنساني الراقي داخلياً وخارجياً مع أزمة وباء «كورونا».
وقالت: “لقد ظهر معدن الإمارات الأصيل وقيادتها الرشيدة في التعامل مع الأزمة منذ اندلاعها، ونالت إشادات من العديد من الجهات والمنظمات الدولية على ما قدمته من مساعدات وخدمات إنسانية للدول الأخرى وشعوبها في هذه الأزمة، مما يؤكد نهج قيادتها الحكيمة في التضامن والتكاتف مع كافة دول العالم، ودعوتها الجميع إلى التضامن والتكاتف، والتي أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في رسالة إلى العالم ليؤكد مدى تكاتف وتعاضد الإمارات مع العالم”.
وأكدت “البيان”، في ختام افتتاحيتها، أن الإمارات ما زالت وستظل على نهجها الإنساني، إيماناً منها بأن الأزمة ستزول وستنتصر الإنسانية وستحتفل بالحياة والتعاون والأمل في إكسبو دبي.
التنين الصيني
من جهتها وتحت عنوان “التنين الصيني”، كتبت صحيفة “الوطن”: “أن الحرب على الفيروس حرب حقيقية العدو فيها غامض وعابر للحدود ولايزال الكثير من أسراره غير معلوم ويحتاج إلى معرفة آلية تطوره لإيجاد السلاح الناجع في مقاومته .
واعتبرت أن ما اتبعته الصين من إجراءات باتت هي المعتمدة عالمياً وتبين أن العزل والحجر المنزلي هما الأفضل في سبيل الحد من انتشار الفيروس، وهو ما نجحت الصين فيه لدرجة تقترب من الأسطورة رغم صعوبة الظرف، وما سقط من ضحايا لكنها تمكنت خلال وقت قياسي من تحقيق انتصار شبه تام على الفيروس وتواصل اتخاذ من يلزم من الإجراءات الاحترازية وتقدم للعالم أجمع المثل على إمكانية النجاح والسيطرة على الوباء تمهيداً للقضاء عليه بشكل تام، ولاشك أن المدة التي حققت فيها الصين الكثير من الإنجازات في جبهتها الداخلية عززت الجهود والآمال العالمية في تحقيق انتصار سريع يضع حداً للكلفة البشرية المحزنة الناجمة عن انتشار “كوفيد 19” ، وسارعت لدعم الكثير من الدول بالخبرة اللازمة لتعزيز المواجهة.
وقالت، في الختام، إن التنين الصيني بين قوته الهائلة في المواجهة، وهو ليس تنيناً عادياً أو قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية هائلة فقط .. بل تأكد من خلال الشهور الماضية أنه قادر على خوض أنواع جديدة من الحروب والانتصار فيها.
الامتحان الأوروبي
وتحت عنوان “الامتحان الأوروبي”، أشارت صحيفة الخليج إلى أن تحليلات كثيرة ذهبت في توقعاتها إلى تبدلات في العلاقات الدولية، وإلى حتمية تشكيل نظام دولي جديد، غير النظام الحالي بسبب وباء كورونا مستعرضة فى هذا الشان مستقبل الاتحاد الأوروبي.
ولفتت إلى أن أوروبا تعاني مخاطر الوباء مجتمعة، بعد أن تحولت إلى بؤرة له معتبرة انه إذا كانت للوباء من تداعيات على الاتحاد الأوروبي الذي علق نظام «شنجن» للتنقل الحر بين دوله في إطار إجراءات مواجهة كورونا ومحاصرته، فإن التداعيات لن تكون على الأرجح سلبية جداً، بمعنى انفراط عقد الاتحاد، والعودة إلى حال التقوقع على الذات؛ ذلك أن الاتحاد بات ضرورة لكل دوله بنسب مختلفة، فحتى الدول التي لها تحفظات على دور الاتحاد وسياساته لا تدعو إلى التخلي عنه، وإنما إلى إصلاحات بنيوية سياسية واقتصادية، وهذا بالتأكيد ما ستكون عليه حال الاتحاد بعد كورونا.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحياتها بالقول: “مازال أمام الاتحاد الأوروبي امتحان حقيقي كي يؤكد أنه قادر على مواجهة أخطر أزمة يواجهها منذ وجوده، وأنه يستطيع التكيف مع المستجدات التي فرضها هذا الوباء”.