متابعة – نغم حسن
في خطوة علمية ثورية، نجح علماء أحياء من الولايات المتحدة والصين لأول مرة في تربية فئران هجينة تحمل خلايا عصبية من نوعين مختلفين.
وتم استبدال بعض الخلايا العصبية في دماغ الفئران بنظيراتها من الجرذان، وأظهرت نتائج الدراسة أن دماغ القوارض قد تأقلم بنجاح مع هذه الخلايا العصبية الغريبة.
وتعتبر هذه النتائج إنجازًا علميًا هائلاً، حيث تُفتح الباب أمام إمكانيات واسعة لعلاج أمراض الدماغ التنكسية مثل الصرع ومرض باركنسون.
وتقول الدكتورة كريستين بالدوين، الأستاذة في جامعة كولومبيا الأمريكية: “أظهرت أبحاثنا أن خلايا الجرذان العصبية كانت موجودة في جميع مناطق دماغ الفئران تقريبًا، وهو ما كان مفاجأة كبيرة لنا.
وهذا يعني أن هناك عددا قليلا نسبيا من العوائق أمام عملية زرع خلايا كهذه.
وبناءً على ذلك، سنكون قادرين، باستخدام طريقة مماثلة، على استبدال عدد كبير من أنواع الخلايا العصبية لدى الفئران بنظائرها من دماغ الجرذان.”
وتوصلت الدكتورة بالدوين وزملاؤها إلى هذا الاكتشاف في إطار تجربة فريدة من نوعها، حيث قاموا بتربية الفئران الأولى في العالم بأدمغة “هجينة” تحتوي على خلايا عصبية من نوعين مختلفين، ولكن مرتبطين ارتباطا وثيقا بالقوارض.
وفي الماضي، واجه علماء الأحياء صعوبات كبيرة في محاولاتهم لزراعة حيوانات هجينة تحتوي أدمغتها على مجموعتين مختلفتين من الخلايا، ولكن نجح الباحثون الصينيون والأمريكيون في حل هذه المشكلة باستخدام تقنية CRISPR/Cas9 لتحرير الجينات.
وقد سمحت هذه التقنية للعلماء بإزالة جزء من الخلايا الجذعية الجنينية للفئران بشكل انتقائي، استبدالها بأجسام مماثلة مستخرجة من أجنة الجرذان، وسمحت هذه العملية للخلايا العصبية المستقبلية بالتجذر في أدمغة الفئران النامية واستبدال الخلايا المفقودة بنجاح.
وجاءت نتائج التجربة مفاجئة لعلماء الأحياء، لأن دماغ الجرذان أكبر ويتطور بشكل أبطأ من الجهاز العصبي لدى الفئران.
وعلى الرغم من ذلك، فقد تكيفت الأجزاء المزروعة من الخلايا العصبية لدى الجرذان مع الحياة داخل دماغ الفأر
وسرّعت تطورها.
وبعد ولادة الفئران ذات الدماغ “الهجين”، أظهرت نتائج الاختبارات قدرتها على أداء المهام الموكلة إليها، بما في ذلك التعرف على الرائحة، بشكل ممتاز.
وتختتم الدكتورة بالدوين قائلة: “في الوقت الحالي، يجري العلماء تجارب على زرع الخلايا الجذعية والخلايا العصبية في أدمغة المرضى المصابين بالصرع ومرض باركنسون.
وليس لدينا حتى الآن فكرة واضحة عن مدى نجاح هذا العلاج.
لكن إنشاء كائنات نموذجية “هجينة” ستسمح لنا بالحصول على إجابة على هذا السؤال بشكل أسرع بكثير مما تسمح به التجارب السريرية.”
وتُعد هذه الدراسة خطوة علمية هائلة نحو فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ، وتُفتح الباب أمام إمكانيات واسعة لعلاج أمراض الدماغ التنكسية وإصلاح الأضرار الدماغية الناجمة عن السكتات الدماغية والإصابات.