متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة جديدة نتائج إيجابية في مجال الخرف، حيث تبين أن حجم أدمغة البشر قد زاد على مدى القرن الماضي، وهذا الزيادة في حجم الدماغ يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر.
تعد مشكلة الخرف من القضايا المتنامية عالميًا، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بها تقريبًا ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا القادمة. يُعزى هذا الارتفاع عمومًا إلى زيادة عدد السكان وشيخوختهم، إلا أن نمط الحياة يمكن أن يسهم أيضًا في هذا الاتجاه.
وكشفت الدراسة التي أُجريت أن الأفراد الذين وُلدوا في سبعينيات القرن العشرين كانت أدمغتهم أكبر بنسبة متوسطية تبلغ 6.6% مقارنة بأدمغة الذين وُلدوا في الثلاثينيات.
تشير الدراسة إلى أن زيادة حجم الدماغ تعني زيادة في الاحتياطيات الدماغية، مما يقلل من خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالعمر. استندت هذه الدراسة إلى بيانات “دراسة فرامنغهام للقلب” التي رصدت 15 ألف شخص على مدى 75 عامًا.
تم إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي على 3226 شخصًا من هؤلاء المشاركين، كانت 53% منهم نساء، لقياس حجم الجمجمة والمادة الرمادية القشرية والمادة البيضاء الدماغية وحجم الحصين ومساحة السطح القشري والسماكة القشرية.
وأظهر التحليل أن الأفراد الذين وُلدوا في السبعينيات كانت أدمغتهم أكبر بنسبة 7.7% في المادة البيضاء و2.2% في المادة الرمادية القشرية، و5.7% في حجم الحصين، و14.9% في مساحة السطح القشري، مع انخفاض بنسبة 20.9% في السماكة القشرية.
بقيت هذه الاختلافات كبيرة حتى بعد تعديلها لاختلافات الطول، وأشارت النتائج إلى دور الوراثة الرئيسي في تحديد حجم الدماغ، إلا أن العوامل الخارجية مثل العوامل الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية قد تلعب أيضًا دورًا مهمًا.
وفي الختام، يُشير الباحثون إلى أن الهياكل الدماغية الأكبر حجمًا، كما هو الحال في الدراسة، قد تعكس تحسنًا في نمو الدماغ وتحسين صحته، مما يقلل من تأثيرات أمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة.