متابعة بتول ضوا
في عشرينيات القرن الماضي، اجتاحت الولايات المتحدة موجة من “جنون الرقص”، حيث نظمت فعاليات ماراثون الرقص، التي تنافس فيها المشاركون على الرقص لأطول فترة ممكنة.
في البداية، كانت هذه الفعاليات تُقام كنوع من التسلية والترفيه، لكن سرعان ما تحولت إلى ظاهرة استغلالية خطيرة خلال فترة الكساد الكبير.
رقص حتى الموت:
مع ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية، ازدادت شعبية ماراثونات الرقص، حيث رأى فيها الناس فرصة للفوز بجوائز نقدية قد تنقذهم من براثن الفقر.
لكن شروط هذه المسابقات كانت قاسية للغاية، حيث كان على المتسابقين الرقص دون توقف لفترات طويلة قد تصل إلى أسابيع، مع فترات راحة قصيرة للغاية.
وإمعانًا في استغلال المشاركين، كان المنظمون يضعون قواعد صارمة تمنعهم من الجلوس أو النوم، حتى وصل الأمر إلى حد استخدام الصفعات القوية لإيقاظ الراقصين المتعبين.
نتائج كارثية:
لم تقتصر مخاطر ماراثونات الرقص على الإرهاق فقط، بل أدت أيضًا إلى حالات من الهذيان والانهيار العصبي، وحتى الموت في بعض الحالات.
فقد وثقت العديد من التقارير حالات لراقصين انهاروا على حلبة الرقص، وفقدوا الوعي، بل مات بعضهم نتيجة الإرهاق الشديد ونقص النوم.
نهاية جنون الرقص:
مع ازدياد عدد الوفيات وحالات الإصابات الخطيرة، بدأت الولايات المتحدة بسن قوانين لحظر ماراثونات الرقص.
ففي عام 1932، تم حظر هذه الفعاليات في مدينة نيويورك، تلتها باقي المدن تباعًا
تُعد ماراثونات الرقص مثالًا صارخًا على كيف يمكن أن تتحول ظاهرة رياضية بريئة إلى مأساة حقيقية بسبب الجشع والاستغلال.
فقد أظهرت هذه الفعاليات الجانب المظلم للبشرية، حيث تم استغلال رغبة الناس في البقاء على قيد الحياة من أجل الترفيه والربح