متابعة: نازك عيسى
أجرى باحثون تجربة لفهم عمليات الدماغ التي تحدث أثناء ارتجال عزف الجاز لدى عازفي الجيتار، وذلك من أجل فهم العمليات الرئيسية التي تحدث خلفية التدفق الإبداعي.
قامت التجربة بوضع نظريتين متناقضتين حول التدفق لفحص الأثر الذي يحدث في أدمغة الأشخاص أثناء ولادة الأفكار.
تقترح إحدى النظريات أن التدفق هو حالة من التركيز الزائد والمكثف على المهمة، بينما تقترح النظرية الأخرى أن التدفق ينطوي على استرخاء التركيز الواعي أو التحكم.
شارك في التجربة 32 عازف جيتار، من مستويات متفاوتة من الخبرة، تراوحت بين المبتدئين والمخضرمين، وتم وضع أقطاب كهربائية على رؤوسهم لتسجيل نشاط الدماغ أثناء ارتجالهم لتسلسلات الوتر والإيقاعات.
وبالإضافة إلى تقييم الموسيقيين لأنفسهم بشأن مدى التدفق الذي شعروا به خلال الأداء، تم عرض هذه التسجيلات لمحكمين خبراء لتقييمها.
أظهرت النتائج أن الموسيقيين الذين كانوا يعيشون حالة من التدفق أثناء الأداء، كان لديهم انخفاض في النشاط في أجزاء من الدماغ الأمامية، التي تشارك في وظائف التحكم المعرفي.
بمعنى آخر، كانت العمليات العقلية المرتبطة بالتركيز الواعي أو الإشراف تقل بوضوح أثناء التدفق.
كما أظهرت أدمغة الموسيقيين ذوي الخبرة الكبيرة نشاطًا أكبر في المناطق المرتبطة بالسمع والرؤية عندما كانوا في حالة التدفق، وهو أمر متوقع لأنهم كانوا يرتجلون.
بالمقابل، لم يظهر لدى الموسيقيين ذوي الخبرة القليلة نشاط ملحوظ في الدماغ المرتبط بالتدفق.
وتوصل الباحثون إلى أن الذين يسعون للاستفادة من التدفق يجب أن يخضعوا لتدريب مكثف، يليه التعلم والتراجع والسماح للمهارات الشخصية بالسيطرة.
ويعتبر التدفق، أو “التواجد في المنطقة”، حالة من الإبداع المتزايد، والإنتاجية المعززة، والوعي السعيد، ويعتقد بعض علماء النفس أنه سر السعادة.
يُعتبر التدفق المسار السريع للدماغ نحو النجاح في الأعمال أو الفنون أو أي مجال آخر، ولكن يجب أن يتم بناء أساس قوي من الخبرة أولاً لتحقيق ذلك.