متابعة- يوسف اسماعيل
يُعتبر الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة في المجتمع، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأشخاص البالغين. وبالرغم من أن الأسباب المحددة للإصابة بالاكتئاب تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك عوامل مشتركة يمكن أن تسهم في تفاقم حالة الاكتئاب.
في هذه المقالة، سنتناول أسباب الاكتئاب عند البالغين ونستكشف التحديات النفسية والبيئية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب النفسي.
1. التحديات النفسية:
أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالاكتئاب عند البالغين هو التحديات النفسية التي يمرون بها في حياتهم. قد يشمل ذلك التوتر النفسي الناجم عن الضغوطات العملية والمهنية، والمشاكل العائلية والعلاقات الشخصية المعقدة، والمشاكل المالية والديون، والتحديات الحياتية مثل فقدان أحد الأفراد المقربين أو التعامل مع مشكلات صحية. تلك التحديات النفسية المستمرة والمكدّسة قد تؤدي إلى تدهور المزاج وظهور الاكتئاب.
2. العوامل البيولوجية:
تشير الدراسات إلى أن هناك عوامل بيولوجية قد تلعب دورًا في ظهور الاكتئاب عند البالغين. فمن المعروف أن التغيرات في التوازن الكيميائي للمواد الناقلة للإشارات في الدماغ، مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين، يمكن أن تؤثر على المزاج والعواطف وتزيد من احتمالية الاكتئاب. كما يتمتع العوامل الوراثية بدور مهم في تحديد العرض الأكثر تأثيرًا للإصابة بالاكتئاب.
3. العوامل البيئية:
تلعب العوامل البيئية أيضًا دورًا مهمًا في ظهور الاكتئاب. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي التعرض للضغوطات البيئية المستمرة مثل الفقر والعنف والتمييز والعزلة الاجتماعية إلى تراكم التوتر والاكتئاب. كما يمكن أن تلعب الظروف الاجتماعية والثقافيةدورًا في زيادة خطر الاكتئاب، مثل فقدان الدعم الاجتماعي، وعدم وجود شبكة اجتماعية قوية، وصعوبات في الحصول على الدعم العاطفي والمساندة.
4. التاريخ الشخصي والتجارب السابقة:
يمكن أن يكون للتاريخ الشخصي والتجارب السابقة دور في زيادة عرض الاكتئاب. فمن الشائع أن يكون للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق، فرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن تجارب سابقة بالاكتئاب قد تؤثر على القدرة على التعامل مع التحديات النفسية وتزيد من احتمالية حدوث الاكتئاب في المستقبل.
5. العوامل الجنسية:
تشير الأبحاث إلى أن هناك اختلافات جنسية في معدلات الاكتئاب، حيث يظهر الاكتئاب بنسبة أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال. تعزى هذه الاختلافات جزئيًا إلى العوامل الهرمونية والتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترات معينة مثل الحمل وما بعد الولادة وسن اليأس. كما يمكن أن تلعب العوامل الاجتماعية والثقافية دورًا في زيادة خطر الاكتئاب لدى النساء.