متابعة: نازك عيسى
تحت مسمّى “اضطراب طيف التوحد”، يتم اليوم تشخيص حالات اضطراب التوحد واضطراب أسبرغر، مع اعتراف بتنوع الظواهر التي قد تظهر، مما يعكس تطوّر التشخيص والفهم في هذا المجال.
بدأت التسمية بهذا الشكل نسبةً إلى الطبيب النفسي ليو كانر في بالتيمور وطبيب الأطفال هانز أسبرغر في فيينا، اللذان وصفا التحديات التي يواجهها بعض الأفراد في مجالات التفكير والتواصل والتفاعل الاجتماعي.
في الأصل، كان الاختلاف الرئيسي بين هذين الاضطرابين في الأربعينات من القرن الماضي، يتمثل في وجود إعاقة ذهنية مصاحبة لاضطراب التوحد، بينما لا توجد مثل هذه الإعاقة في اضطراب أسبرغر.
لكن اليوم، تم توسيع المفهوم بحيث لا تُعتبر الإعاقة الذهنية خاصية أساسية في اضطراب التوحد، بل يتم التركيز على تنوع نمط التفكير للشخص بدلاً من التركيز على النمط السائد.
يعتقد بعض الأشخاص أن التصنيف السريري لمرض أسبرغر يسمح بفهم أعمق لاضطراب التوحد، وهذا يتضمن الاعتراف بالإنجازات والمساهمات المجتمعية الكبيرة للأفراد المصابين بهذا الاضطراب، حيث يبرز بعضهم بذكائهم في مجالات مثل الحساب والرياضيات.
تطور المفهوم الأحدث يتعلق بوصف الإعاقة، حيث انتقلنا من التركيز على الإعاقة الفردية إلى التركيز على العجز الاجتماعي. وبمعنى آخر، يعني العجز الاجتماعي فشل المجتمع في التكيف مع احتياجات الأفراد الذين يعانون من طيف التوحد، مما يتسبب في صعوبات لهم في التفاعل والاندماج في المجتمع.