تناولت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، استهداف اثنين من العاملين في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن، إلى جانب الهبّة الدولية لإنقاذ البشرية جمعاء من انتشار فيرورس كورونا القاتل للبشر والمدمر للاقتصادات والمجتمعات.
تجاوز خطير
وتحت عنوان “تجاوز خطير” قالت صحيفة الاتحاد، “في تجاوز خطير للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية، يتم استهداف العاملين في المجال الإنساني أثناء تأدية عملهم في مناطق النزاع بهدف ضمان إيصال المساعدات لمستحقيها، ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان المدن والقرى في اليمن، بسبب انقطاع الخدمات بشكل شبه تام”.
وأكدت الصحيفة أن استهداف اثنين من العاملين في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عدن، لن يُثني الدولة عن الاستمرار في رسالتها بتأمين وصول المساعدات لسكان اليمن، وإقامة المشاريع التنموية، بهدف مساعدة المجتمع، خاصة أن مثل هذه الجريمة الإنسانية هدفها إعاقة جميع الجهود الدولية في هذا المجال، وهذا لن يُسمح بحدوثه.
وأضافت، “أنه يجب ألا ينعكس أي صراع مسلح على عمال الإغاثة والفرق الطبية وفرق الإنقاذ، لكون هؤلاء الأفراد أخذوا على عواتقهم مهمة إنسانية جليلة متحدّين جميع المخاطر لتقديم الخدمات للعائلات والأطفال والنساء والكبار، وضمان استمرارية المساعدات صحياً وتعليمياً، إلى جانب الإمدادات الغذائية”.
واختتمت الاتحاد افتتاحياتها بالتأكيد على أن استهداف اثنين من كوادر “الهلال” عمل اجرامي، مؤسف ومُدان، بحق الإنسانية جميعها، لم يراع أبسط معايير التعامل الأخلاقي مع هؤلاء المضحّين لأجل البشرية، يتطلب من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية التحرك لحماية جميع العاملين في مناطق الصراع بالعالم كافة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم بحق الخير والأمل.
النصر للإنسانية
وبدورها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان “النصر للإنسانية”، “لأن الإمارات مجبولة على العمل الإنساني، وهو جزء من إرثها، وتاريخها، بل هو خبزها اليومي، فهي لا تستطيع أن تغمض عينيها عن شعب جائع، أو محتاج لعون، أو مساعدة.. ولأنها كذلك فهي تسارع إلى مد يد العون إلى الأقربين، وحتى أطراف الدنيا، ولا يهمها شكل، أو لون، أو مذهب، أو معتقد. فهي تنظر إلى الإنسان كإنسان فقط”.
وأضافت الصحيفة، “أن الإنسان العظيم لا يصبح عظيماً إلا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان. هذه هي قيادة الإمارات، وهذا هو شعبها.. بل هذا هو عنوانها.. وعندما تذهب الإمارات إلى اليمن الشقيق لتمدّ له يد المساعدة، وتعينه على تجاوز محنته، وتُقدم له شتى أشكال الدعم الإنساني، من منطلق أخوي ، إنما تقوم بواجب لا تسعى من ورائه إلا لرفع الظلم عن شعب شقيق. فالإنسانية لا تباع، ولا تشترى، ولا تكتسب، لأنها فعل خير يصدر من القلب، وهي تعبير صادق عن إيمان الإنسان بإنسانيته”.
ولفتت إلى أنه عندما يتوجه الهلال الأحمر الإماراتي إلى اليمن كي يقوم بواجبه الإنساني في إطار خطة مرسومة يتولى تنفيذها لمسح دمعة عن وجه يتيم، أو بلسمة مريض، أو جريح، أو إطعام جائع، أو توفير دواء لمستشفى، إنما يقوم بمهمة إنسانية، ودينية، تنفيذاً لتعاليم قرآننا الكريم، ورسولنا عليه الصلاة والسلام، إذ يقول “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر”.. لكن قوى الشر والإرهاب التي لا تُقيم وزناً للدين، ولا للإنسان، ولا لحقّه في الحياة، وتستبيح كرامته، وتهدر دمه، وتسلب ماله وعرضه، تأبى إلا أن تكون نموذجاً للغدر، والخسّة، والنذالة، عندما يتم استهداف اثنين من موظفي “الهيئة” كانا يقومان بعمل إنساني من أجل أشقائهم اليمنيين.
وتابعت “أن ديننا الحنيف هو دين المحبة، والتسامح، والإنسانية، وينشر لواءه على العالمين من خلال فعل الخير الذي تقوم به الإمارات، فكيف بهؤلاء الأنذال يشوّهون وجه الإسلام من خلال الافتراء على تعاليمه، ونشر الإفك، والضلال؟ و اختتمت صحيفة الخليج افتتاحيتها مشددة عالى انه لا يصح إلا الصحيح.. ولابدّ للإنسانية أن تنتصر على الحقد”.
محنة توحّد العالم
أما صحيفة “البيان” فقالت في افتتاحيتها بعنوان “محنة توحّد العالم”، “رغم أن وباء “كورونا” كان قاسياً على عدد من شعوب العالم، إلا أنه اختبر مدى انسجام البشرية وتآزرها وقت المحنة، التي كشفت عن أن الدول مهما بلغت من تطور مادي، فهي بحاجة إلى تفعيل القيم الإنسانية، التي تعتبر مصدر قوة المجتمعات في مواجهة الأزمات، من خلال تكريس التآزر والتضامن بين شعوب وأمم العالم، ومساعدة بعضهم البعض، وتبادل الخبرات والتجارب لإنقاذ البشرية”.
وأضافت، “أنه لم يعد هناك متسع للأنانية والصراعات الدموية، ولم يعد هناك متسع لاقتصاديات مهيمنة وسياسيات مالية هدفها إفقار الدول وشعوبها ونهب الثروات، بل هناك هبّة دولية لإنقاذ البشرية جمعاء من انتشار فيرورس كورونا القاتل للبشر والمدمر للاقتصادات والمجتمعات، والذي لا يمكن هزيمته إلا بتعبئة جماعية وتوحيد الصفـوف والتسلّح بقيم إنسانية تجمعنا من خلال تجسيد الثقافة التضامنية والإحساس بالآخر”.
واختتمت صحيفة “البيان” افتتاحياتها بالقول، أنه “كلما تمسكت دول العالم بوحدتها وتضامنها، انتصرت على العديد من الأوبئة التي واجهتها البشرية، فقد اقتنع الجميع أنه لا حل لتجاوز المحنة، إلا باسترجاع قيم التضامن الاجتماعي والتوجه نحو عالم أكثر إنسانية من تعاون وتعاضد وتكافل وتشارك، والانتقال به من مجرد انفعال لحظي مع كارثة معينة، إلى برامج تنموية دائمة تلبي حاجة المجتمعات الضعيفة، وتطوير العمل الإنساني والإغاثي وتأصيل مضامينه، وبهذه السياسة الإنسانية المشتركة، فإن العالم لن يحارب فقط الأوبئة الطبيعية التي تهدد حياة البشر، ولكن أيضاً الأوبئة التي هي أكثر فتكاً بالبشرية جمعاء، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف”.