متابعة: نازك عيسى
تلعب حوصلة المرارة، برغم صغر حجمها الذي لا يتجاوز حوالي 7 سم، دورًا أساسيًا في عملية هضم الطعام، وأي اضطراب في وظيفتها قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
من بين المشكلات الشائعة لحوصلة المرارة، يمكن التمييز بوضوح بالتهابها نتيجة تكون الحصى فيها، وفي بعض الأحيان بدونها. كما يشمل ذلك اضطراب حركة الصفراء، وهو اختلال في الوظيفة الانقباضية لحوصلة المرارة والقنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى ركود الصفراء وصعوبة هضم الدهون. كما يؤثر أمراض مثل تليف الكبد أو أنواع من العدوى في عمل حوصلة المرارة.
وتشير الأطباء إلى أنه ليس من السهل اكتشاف وجود خلل في عمل حوصلة الصفراء، لكن الجسم يطلق إشارات معينة في هذه الحالة.
كما تختلف أعراض اختلال عمل حوصلة المرارة، لكن في معظم الحالات يعاني الشخص من ألم خفيف في المنطقة العلوية اليمنى من البطن، يمكن أن يمتد إلى الظهر أو الكتف الأيمن، والشعور بالثقل والشبع في البطن (خاصة بعد تناول الأطعمة الدهنية أو الوجبات الثقيلة)، والإمساك، أو الإسهال، وتغيرات في لون وتماسك البراز.
بالإضافة إلى أنه في كثير من الأحيان، يصعب على الشخص تحمل الأطعمة الدهنية، حيث يزيد تناولها من آلام البطن، وقد تترافق معها آلام حادة وتقيؤ. وقد يتسبب هذا في اضطراب عملية تبادل صبغة البيليروبين الصفراوية، مما يؤدي إلى ظهور اليرقان، حيث يصبح الجلد وبياض العينين لونهما صفراويًا، لكن هذا ليس الحال دائمًا. وبالطبع، يؤثر هذا على عملية الهضم، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى مثل التهاب البنكرياس وقرحة المعدة والأثني عشر.
ويمكن أن يكون ركود الصفراء ناتجًا عن عدة عوامل، من بينها التغيرات الهرمونية، والوزن الزائد، ونمط الحياة السيئ، وسوء التغذية. وتساهم الأطعمة الدهنية والمقلية والحارة والمعلبة، وتناول الكحول بانتظام في زيادة فرص ركود الصفراء وتكوين الحصى في حوصلة المرارة والقنوات.
كما يلعب الاستعداد الوراثي دورًا هامًا، حيث تعتمد كثافة المادة الصفراوية وتكوين الحصى في حوصلة المرارة على الجنس والوراثة، فمثلاً، النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد والشعر الأشقر وتزيد أعمارهن عن 50 عامًا يكونن أكثر عرضة لتكوين الحصى في حوصلة المرارة.