متابعة بتول ضوا
منذ فجر الإسلام، ارتبط شهر رمضان المبارك بطقوس مميزة تُضفي عليه سحراً خاصاً، ومن أهم هذه الطقوس هي “المسحراتي”. ذلك الرجل الذي كان يجوب شوارع المدن والقرى، إيقاظاً للنائمين لتناول وجبة السحور.
تختلف طقوس المسحراتي من دولة عربية لأخرى، ففي مصر مثلاً كان يطوف شوارع المدينة أو القرية حاملاً طبلته، مردداً الأناشيد الدينية، بينما كان أهل اليمن والمغرب يطرقون الأبواب بالعصي، وأهل الشام يقرعون الطبول وينشدون أناشيد خاصة برمضان.
الزمزمي في مكة:
أما في مكة المكرمة، فقد عرفت شخصية “الزمزمي” الذي كان ينادي بالسحور، ممسكاً بحبل يتدلى منه قنديلان كبيران، حتى يرى نورهما من لا يستطيع سماع ندائه من فوق المسجد.
مسابقات المسحراتية في تركيا:
وفي تركيا، يُطلق على المسحراتي اسم “الضافونجو”، وتُنظم مسابقات فنية لاختياره على أساس براعته في قرع الطبول، وترديد الأناشيد المسجوعة لتحفيز النيام على الاستيقاظ وقت السحور.
الطبال في لبنان:
يُعرف المسحراتي في لبنان باسم “الطبال”، حيث يرتدي عباءة أو دشداشة بيضاء، ويجوب الشوارع حاملاً طبلته، ويُجازى من قبل الناس بما يُعرف بالعيدية.
طفل الفانوس في السودان:
أما في السودان، فيرافق المسحراتي طفل صغير يحمل فانوساً وورقاً مكتوباً عليه أسماء أهل الحي، لينادي كل واحد باسمه. واشتهر المسحراتي السوداني بترديده عبارات “اصحوا يا نايمين، اصحوا يا جيران، اصحوا يا ناس يا حلوين، اصحوا واسحروا، وقولوا نوينا نصوم رمضان، اصحى يا نايم وحد الدايم”.