متابعة-جودت نصري
المهارات الحياتية لا تولد مع الطفل. ويجب أن نعلمه إياها على مراحل، بدءاً من المواقف اليومية البسيطة وحسب عمره، حتى يتمكن من التواصل والتفاعل مع الآخرين قبل أن يصل إلى سن الثانية عشرة، وتساعده على تحقيق أهدافه، وتمهد له الطريق حياة اجتماعية سعيدة، وليست صعبة؛ وهذا هو دور الوالدين ثم الحضانة والمدرسة والحياة المفتوحة بعد ذلك.
ومن المعروف أن المهارات الحياتية كثيرة ومتنوعة ولا تعد ولا تحصى. وكلها لصالح الطفل منذ بداية حياته وحتى نهايتها، مما يضمن له مستقبلاً سعيداً وناجحاً واندماجاً إيجابياً في المجتمع.
أهمية المهارات الحياتية للأطفال
يساعد الطفل على تنمية ثقته بنفسه، والتأقلم بنجاح مع متغيرات الحياة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريقه يومياً.
فهي تمكنه من تطوير الخبرة لفهم المسؤوليات، وكيف يكون قادرًا على مواجهة التحديات والفرص والمشاكل في المستقبل.
فهو يمهد الطريق للطفل ليحظى بحياة مزدهرة ومستقبل مشرق، ورغم اختلاف المهارات إلا أنها ما تريده كل أم لأطفالها.
فهو يمكّن الطفل أو البالغ من عيش حياة أكثر استقلالية، والاندماج بشكل إيجابي في المجتمع.
فهي تمكن الطفل من الاهتمام بنفسه وبالبيئة المحيطة به، وبها يستطيع التعاون مع المجتمع وتحمل مسؤولية أكبر.
– يكتسب قدرة أكبر على مقاومة الضغوط السلبية، خاصة إذا كان لديه تجارب صحية.
يساعد الطلاب على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه، ويركز على التطور اللغوي والتفاعل الاجتماعي.
تواصل
وتضمن مهارة التواصل أن يكون الطفل قادراً على التعامل مع أقرانه والبيئة بطريقة أكثر راحة ووضوحاً، حتى عندما تكون لديهم اهتمامات وأفكار مختلفة. كما أنها تمكن الطفل من التعرف على الآخرين الذين لديهم أفكار مماثلة.
تعزيز تواصل الطفل من خلال متابعة اهتماماته وتعزيزها؛ ومنحه فرصة الانضمام لأحد الأندية الرياضية؛ لممارسة رياضته المفضلة، أو تمكينه من الاشتراك في أحد مراكز الموسيقى للعزف على الآلة التي يحبها أو يهتم بها.
كما يمكن تشجيع الطفل على التواصل؛ من خلال تعليمه كيفية بدء المحادثات مع الآخرين ومتابعتها، وكيفية طرح الأسئلة على الطرف الآخر على أن تكون أسئلة مفتوحة، وكذلك تحديد الأسئلة التي لا ينبغي توجيهها للآخرين.
يشارك
تساعد مهارة المشاركة على بناء صداقات جيدة وجعل الصداقات القائمة تدوم لفترة أطول. يُظهر الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ميلًا إلى المشاركة مع الآخرين، ولكن عادةً فقط عندما يكون لديهم أشياء وفيرة.
في حين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات غالباً ما يتصرفون بأنانية عندما يتعلق الأمر بمشاركة الأشياء، إذا أدى ذلك إلى استمتاع أقل؛ لذا يمكن للطفل أن يمتنع عن مشاركة حصة من البسكويت لأنها ستصبح أقل.
وفي جميع الأحوال لا يجوز إجبار الطفل على مشاركة لعبة معينة أو تنفيذ المشاركة مع طفل معين. بل يمكن الإشارة إلى المشاركة عند وجودها، ويمكن مدح الطفل عند تنفيذها.
تعاون
التعاون هو عمل مشترك بهدف تحقيق هدف محدد، ويعتبر من المهم بالنسبة للطفل أن يمكّنه من الانسجام مع أقرانه. ويشار إلى أنه من الممكن البدء بتعليم هذه المهارة من سن الثالثة والنصف.
ولتحفيز هذه المهارة يمكن الحديث عن العمل الجماعي وأهميته في تسهيل المهام ونتائجها أفضل عندما يشارك الجميع في صنعها أو تنفيذها. ومن الممكن أيضًا خلق وظائف تتطلب تعاون أفراد الأسرة معًا لإنجازها.
يستمع
الاستماع لا يعني الصمت فقط؛ ويعني فهم ما يقوله الآخرون فعلياً، وهو أهم عنصر للتواصل الفعال في المجتمع. ويعتمد الأخير على قدرة الطفل على الاستماع إلى المعلم في الفصل الدراسي أكاديمي.
ولتعزيز هذه المهارة يمكنك البدء بقراءة كتاب للطفل، والتوقف بين الحين والآخر وسؤاله عما قرأه، ومساعدته على سرد أي أحداث مفقودة، مع تشجيعه باستمرار على الاستماع أثناء القراءة.
استكشاف
يبدأ الطفل في الحركة أكثر مع تقدمه في السن، وهذا ما يثير فضوله لاستكشاف ما يحيط به، وتعتبر هذه المهارة ضرورية لنموه الجسدي والعاطفي والاجتماعي. ومن خلالها يبدأ الطفل في تنمية مفهوم الاستقلال.
ولتعزيز عملية الاستكشاف لدى الطفل، يمكن تزويده بألعاب تحفز الحواس، وتسمح له بالتعرض لتجارب جديدة ومثيرة بشكل يومي، وتمكنه من التجول بحرية مع ضمان سلامة البيئة المحيطة.
التعبير عن مشاعر الحب أو التقدير أو الاحترام
التعبير عن المشاعر أمر ضروري للطفل؛ لتكوين صداقات أفضل مبنية على الصدق والوضوح، ويمكن مساعدته على اكتساب هذه المهارة من خلال العديد من الأنشطة.
ومنها: الغناء والرقص، وعرض مسرحية خيالية، وقراءة الكتب التي تتحدث عن المشاعر وتصويرها، والنظر إلى صور الأطفال الذين يعبر كل منهم عن مشاعر معينة وتسميتها.