متابعة-جودت نصري
يحتفل العالم كل عام بيوم طبيب الأسنان، في مثل هذا اليوم، السادس من شهر مارس، بهدف رفع مستوى الوعي حول أهمية الفحوصات الدورية للأسنان في عيادة طبيب الأسنان، للحفاظ على صحة الفم، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعض الأمراض الجسدية والنفسية. الأمراض.
ما هي الأمراض التي تؤثر على صحة الأسنان؟
تؤثر العديد من الأمراض على صحة الأسنان، مثل أمراض القلب، والروماتيزم، والتهاب المفاصل الروماتويدي (RAA)، ووجود التهابات معينة في الجسم، ومرض السكري، مما يزيد بشكل كبير من شدة أعراض أمراض اللثة لدى المرضى، كما يلاحظون حدوث نزيف دائم. في اللثة بسبب الالتهاب الذي يسبب رائحة الفم الكريهة. تتضرر التيجان والأسنان بشكل مستمر، ويتكاثر الجير بسبب جفاف الفم الناتج عن مرض السكري، ويقل اللعاب في الفم، مما يسبب أمراض اللثة والأسنان.
مما يعني باختصار أن صحة الفم والأسنان ترتبط بشكل وثيق ومباشر بالعديد من الأمراض.
دون أن ننسى الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء أو غيرها، والتي تؤدي إلى مشاكل حادة في الأسنان. تؤثر العلاجات الكيميائية والإشعاعية للسرطان أيضًا على الأسنان والعظام واللثة.
مع الإشارة إلى أن بعض الأمراض الوراثية تسبب مشاكل كبيرة في الأسنان أيضاً.
هل تؤدي مشاكل الأسنان واللثة إلى أمراض في الجسم؟
وبطبيعة الحال، فإن العكس هو الصحيح. قد تؤدي التهابات اللثة ومشاكل الأسنان إلى الإصابة بعدد كبير من الأمراض، وخاصة أمراض القلب، إذا ظلت دون علاج. ومن هنا يجب أن تحظى العناية بصحة الفم بأهمية كبيرة.
في بعض الأحيان، قد تسبب بعض التهابات الأسنان أو الأسنان المفتوحة التي لم يتم علاجها أو العضة غير الصحيحة الصداع النصفي أو الصداع المؤلم أو ألم في الفك أو الأذن أو حتى في الرقبة. وقد يصل الألم إلى منتصف الظهر، ويؤثر على صحة الجسم بشكل مباشر.
الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان سيواجهون أيضًا مشاكل صحية وصداعًا.
ما هو تأثير صحة الفم والابتسامة الصحية والجميلة على الصحة النفسية؟
مشاكل الأسنان التي يعاني منها الإنسان منذ طفولته، أو من الابتسامة التي يعتبرها لا تليق به، أو مشاكل معينة تمنعه من الضحك والابتسام، ستسبب له العديد من المشاكل النفسية. لذلك، عندما يقوم هذا الشخص بزيارة عيادة طبيب الأسنان، نبدأ العمل على علاج مشاكل الفم وتحسين الابتسامة. ونلاحظ عند الانتهاء من العمل الطبي أن هذا الشخص أصبح أكثر سعادة ويصف شعوره وكأنه “ولد من جديد”. وهذا يدل على مدى تحسن حالته النفسية.
ومن الحالات التي نراها أن بعض المرضى يعتادون على تغطية فمه بيده عند التحدث أو الابتسام. وبعد العلاج يتخلص من هذه العادة التي تسبب له الإحراج الاجتماعي. وهذا ما يجعل المريض “يثور” عند العمل على صحة أسنانه وابتسامته، ليصبح إنساناً آخر، أقوى في مواجهة المجتمع.
كما أن هناك بعض الحالات التي تعاني من صرير الأسنان ليلاً، مما يخلق مشاكل نفسية لها، حيث تصبح عصبية في المجتمع، بالإضافة إلى معاناتها من الصداع المستمر.
في كثير من الأحيان لا يكون الشخص على علم بالمشكلات التي يعاني منها، ولكن عندما يزور طبيب الأسنان ويبدأ العلاج، سيبدأ بملاحظة الفرق. سيلاحظ أن أسنانه أصبحت نظيفة وبيضاء وأن رائحة أنفاسه طيبة. ستتغير صفاته وسيشعر أنه أصبح أقوى بوجوده في المجتمع وستختفي مشاكله. النفسية شيئًا فشيئًا.
ولهذا السبب نجد أن الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا العربية يلجأون إلى علاج وتجميل الأسنان. لاحظ أنه لم يكن بنفس الأهمية في الماضي.
كيف يبدأ العمل مع طبيب الأسنان عادةً؟
يبدأ العمل أولاً بتحقيق صحة الفم، أي علاج المشاكل المرضية في اللثة والأسنان، وهو القسم الأهم، قبل البدء بأي عمل تجميلي للأسنان، والذي يعتبر القسم الثاني من العلاج، إذا لزم الأمر؛ أمراض الأسنان واللثة من شأنها أن تسبب رائحة الفم الكريهة وإزعاج الآخرين للمريض، وسيجد الأخير نفسه غير مرغوب فيه اجتماعيا. كما سيحتاج المريض إلى تنظيف أسنانه بالفرشاة والخيط بعد كل وجبة بسبب وجود فراغات في الأسنان مما يشكل عبئا إضافيا عليه وعدم ارتياح أثناء تواجده خارج المنزل.
هل تجد أن الطلب على عيادة الأسنان الخاصة بك أكثر من ذي قبل؟
وللأسباب المذكورة أعلاه نجد أن الكثير من الأشخاص في مجتمعاتنا العربية يلجأون إلى علاج وتجميل الأسنان، رغم أنها لم تكن بنفس الأهمية في السابق.
بدأنا نجد اهتماماً متزايداً بين الشباب ابتداءً من عمر 18 عاماً فما فوق، بالعناية بصحة الفم والحصول على ابتسامة بيضاء جميلة. كما تقوم هذه المجموعة بزيارة العيادة كل 4-6 أشهر لإجراء الفحص الدوري وتنظيف الأسنان، حتى بدون القيام بذلك. ومن خلال تذكيرهم بموعد الفحص الدوري فهذا شيء صحي جداً.
لكن يبقى أن نؤكد للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ضرورة إجراء فحوصات منتظمة لدى طبيب الأسنان، لتجنب تفاقم أمراض الفم وتحولها إلى أكبر مشاكلهم.