متابعة: نازك عيسى
تجمع العلاقات الوطيدة والعلاقات الأخوية المتينة بين قيادتي دولة الإمارات ودولة الكويت على تعزيز الصلات الثنائية والتعاون المشترك. وفي إطار هذه العلاقات القوية، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات “حفظه الله”، صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، في قصر الوطن بأبوظبي.
وتم خلال الزيارة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والتأكيد على التطورات الإيجابية والشراكة الاستراتيجية بينهما. وقدّم صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح التهنئة لدولة الإمارات بنجاح انعقاد مؤتمر COP28 و”اتفاق الإمارات” التاريخي، إضافة إلى تقديره للتقدم في مجال الفضاء.
أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدعم حكومة دولة الكويت لإنجاح استضافة دولة الإمارات لمؤتمر COP28. وأثنى الطرفان على زيادة التبادل التجاري والاستثمارات الثنائية، مع التركيز على توسيع آفاق التعاون والاستثمار في ضوء رؤية الكويت 2035 ورؤية نحن الإمارات 2031.
تطرق اللقاء أيضًا إلى الجوانب الأمنية والدفاعية، مع التأكيد على التعاون لمكافحة الجريمة والإرهاب، وتعزيز التعاون في مجال أمن الحدود. كما أكد الجانبان أهمية مواجهة التطرف بجميع أشكاله وتعزيز قيم التسامح والحوار والتضامن الإنساني.
تناول اللقاء أيضًا التطورات الإقليمية وأهمية احترام العراق لسيادة دولة الكويت، ودعم مجهودات البحث عن المفقودين واستعادة الممتلكات الكويتية، مع التأكيد على احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
يتطلع الجانبان إلى انعقاد أعمال اليوم الوزاري للدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، ويعبران عن الاستعداد لتنفيذ الاتفاقيات والمذكرات التفاهم المتفق عليها. تؤكد هذه الزيارة على التزام الإمارات والكويت بتعزيز العلاقات وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد الجانبان أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة المشتركة، بما في ذلك حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط. وأكدا على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة المشتركة الثروة بحدودها المعينة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.
أكد الجانبان الموقف الثابت بشأن احتلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإمارات، وأعربا عن التأييد والدعم لحق الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، والرفض القاطع لاستمرار احتلال إيران للجزر، والتأكيد على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث ومياهها الإقليمية ومجالها الجوي وجرفها القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، باعتبارها جزءً لا يتجزأ من أراضي الإمارات العربية المتحدة واحتفاظها بكامل حقوقها فيها، وعدم الاعتراف بأية سيادة أخرى غير سيادة دولة الإمارات.
أكد الجانبان على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، واحترام حق الملاحة البحرية فيها وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة ذات الصلة.
بحث الجانبان تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وشددا على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بمسؤولياته لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأكدا التزامهما بمواصلة الجهود الإنسانية الرامية إلى تقديم المساعدات الإغاثية للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
أكد الجانبان دعمهما للأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين أهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات، وفتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي واستدامة النمو والاستقرار والسلم العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية في المنطقة.
قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – رئيس دولة الإمارات، بمنح صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح – أمير دولة الكويت “وسام زايد” تقديراً لجهود سموه ودوره في توطيد العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين. وأهدى صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “قلادة مبارك الكبير”.
ختاماً، أعرب صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت عن شكره وتقديره لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- رئيس دولة الإمارات، على ما لقيه سموه والوفد المرافق من حسن استقبال وكرم ضيافة. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وبمزيد من التقدم والرخاء للشعب الكويتي الشقيق في ظل القيادة الحكيمة لسموه.
