لا تحطّ النسور إلّا على القِمم فإذا جاورتها الغِربان غادرت النسور ، لأنّ المكان لم يَعُدْ قِمّة … بدأت حديثي بهذا القول لأميّز بين النجوميّة ومتسلّقي الشُهرة فهناك فرق كبير بينهما وهنا أودّ لفت النظر أن تتمتّع بإمكانياتٍ وقدرات تجعلك بمصاف الممثّلين العالميين فمن يبني شهرته بفضل عمله الدؤوب والسعي المستمرّ نحو الأفضل وصقل المهارات والآداء والشغل على الذات ،..
دون الإستعانة بوسائل التواصل الإجتماعي والمقابلات التلفزيونية والإذاعيّة والظهور الإعلامي الهادف فقط إلى تسويق إسم الممثّل فقط … وخير دليل على ما أقول سيرة الممثّل المبدع الأستاذ بيار داغر فقد بنى مداميك حياته بعرق جبينه وتعب يديه ، سهر وعمل وجاهد في أوقاتٍ عصيبة حيث لا سوشال ميديا ولا منصّات شهرة فلم يكن الوصول إبّان ذلك سهلًا ، أتقن عمله بإحتراف وترفّع عن كلّ ما يقال ثمّ تربّع على عرشٍ لا تطاله الغِربان .
لقد وَسَمَ بيار داغر الفنّ بطابعه الخاصّ وآدائه المميّز ، ووجوده في أيّ عمل إنّما هو قيمة مُضافة له ، فإليه تتّجه الأنظار وتتابعه القلوب وتخفق الأفئدة مع كلّ مشهدٍ عاطفي رومنسي ، بوليسي ، درامي ، تشويقي ،.. لقد تابعناه في أصعب الأدوار وأهم الأعمال العربيّة المشتركة ( سقف العالم ، العوسج ، البواسل ، عصر الجنون ،..) وغيرها من الأعمال ولا يفوتنا الدور الكبير والرائع في مسلسل التحدّي حيث تظهر قدراته وإمكانياته الفنّية بأرقى وأبهى صورها ،…
لقد غدا بيار داغر الفنّان اللبناني العربي الذي ينتظره المشاهدون في كلّ الوطن العربي دون استثناء ،.. فإذا أضفنا ما سبق إلى ما يتميّز به بيار داغر من رقيّ وتواضع وحبّ وميل للسلام ، عشق الطبيعة ، الرفق بالحيوان ، إلى جانب طموح لا يُحدّ وعصاميّة جعلته يبني مداميك عمره بدفعٍ وعرق خالصين ،..
لأدركنا لماذا ذاع إسمه وطارت شهرته إلى كلّ أنحاء الوطن العربي ،… ولا ننسى حضوره الطاغي والكاريزما العالية التي يتمتّع بها وخامة صوته المميّزة والفريدة من نوعها ولغته العربيّة السليمة ومخارج حروفها التي تنساب منه كجدول ماءٍ عذب ،.. إنّه فنّان كامل متكامل . بيار داغر نسر من لبنان لن تستطيع الغِربان أن تصلَ قمّته مهما حاولت إلى ذلك سبيلا ….
نضال العضايلة