متابعة-جودت نصري
قد تبدو العلاقة بين تنظيف الأسنان والإصابة بالالتهاب الرئوي غريبة، لكن الدراسات الحديثة أظهرت وجود صلة مباشرة بين إهمال نظافة الفم وبعض المخاطر التي تهدد الحياة.
كما ذكرت صحيفة ذا صن، تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن عدم تنظيف أسنانك بالفرشاة بشكل كافٍ أو استخدام خيط الأسنان بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى مجموعة كاملة من الأمراض الحادة والمزمنة.
يوضح الدكتور نايجل كارتر، من مؤسسة صحة الفم: “هذا لأن الفم مليء بالبكتيريا. وعلى الرغم من أن معظمها غير ضار، إلا أن بعضها يمكن أن يسبب المرض”.
لا تزال كيفية تأثير بكتيريا الفم على الصحة العامة غير مفهومة جيدًا، لكن بعض الحالات ترتبط بصحة الفم أكثر من غيرها، وفقًا للخبراء، وأبرزها:
1. أمراض القلب
إذا كنت تعاني من أمراض اللثة، فستكون أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بما يصل إلى ثلاث مرات، وفقًا للعديد من الدراسات.
تعد أمراض اللثة، التي تسبب التهاب اللثة، مشكلة واسعة الانتشار. يحدث هذا عندما تتراكم البكتيريا داخل اللثة وحولها.
يمكن أن تأخذ الأمور منعطفاً نحو الأسوأ عندما تتسرب هذه البكتيريا إلى مجرى الدم، مما يسبب تصلب الشرايين.
وهذا يمكن أن يجعل القلب يضطر إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم.
ويحذر الدكتور نايجل قائلاً: “إذا تأثر تدفق الدم بشدة، فقد يؤدي ذلك إلى نوبة قلبية”.
2. الالتهاب الرئوي
بعد دقائق فقط من الانتهاء من تنظيف أسنانك بالفرشاة، ستبدأ طبقة لزجة من البكتيريا، تعرف باسم البلاك، في تغطية أسنانك.
أظهرت الأبحاث أن البلاك المعلق قادر على التسبب في الالتهاب الرئوي، لأن البكتيريا يمكن أن تستنشق من الأسنان وتنتقل إلى الرئتين، حيث يمكن أن تسبب العدوى.
تشمل أعراض الالتهاب الرئوي السعال الذي قد ينتج عنه إفرازات مخاطية خضراء أو صفراء أو حتى دموية، والحمى، والتعرق، والقشعريرة، وضيق في التنفس، وألم حاد أو شعور بالطعن في الصدر، والذي يزداد سوءًا عند التنفس بعمق أو السعال، بالإضافة إلى فقدان الشهية، وانخفاض الطاقة، والتعب. .
3. مرض السكري
قد يبدو هذا رابطًا غريبًا بعض الشيء، إلا أن الدراسات وجدت علاقة مباشرة بين مرض السكري وأمراض اللثة.
في الواقع، تعد أمراض اللثة أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري والعكس صحيح، لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهو أحد أعراض مرض السكري الذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد، يمكن أن يحفز فرط نمو البكتيريا الضارة في الفم.
يمكن أن تؤدي هذه البكتيريا إلى أنواع مختلفة من الالتهابات في الفم، مما قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ويجعل إدارة الحالة أكثر صعوبة.
تشمل الأعراض الشائعة لمرض السكري التبول أكثر من المعتاد، والشعور بالعطش طوال الوقت، والشعور بالتعب الشديد، وفقدان الوزن دون محاولة، والجروح التي تستغرق وقتًا أطول للشفاء، وغيرها.
4. الخرف
قد يكون استخدام خيط الأسنان هو المفتاح للبقاء بصحة جيدة مع تقدمك في العمر، حيث وجدت دراسة جديدة أجريت على 28000 مريض في تايوان أن أولئك الذين يعانون من مرض اللثة المزمن لأكثر من عقد من الزمان كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الزهايمر بمقدار 1.7 مرة. الشكل الأكثر شيوعا من الخرف.
وجد العلماء أدلة على وجود البكتيريا المسببة لأمراض اللثة في أدمغة من ماتوا بسبب مرض الزهايمر.
ويعتقد الخبراء أن السموم يمكن أن تنتقل من الدم إلى الدماغ، حيث تسبب أضرارا طويلة المدى مع مرور الوقت.
