اليوم يصادف ٢٩/٢/٢٠٢٤
ختام مهرجان فن ..المهرجان السنوي.. بنسخته الثانية عشر، والذي حمل عنوان “الحركة” لهذا العام، بمشاركة كبيرة ضمت 106من الفنانين من مختلف أنحاء العالم، في قلعة الجزيرة الحمراء، رأس الخيمة.
كل إمارة من إماراتنا الحبيبة ، على الرغم من الأبنية الحديثة ، والأبراج العالية، فهي تتحلى وستبقى تتغنى بمواقعها الأثرية ، وتعاملها معاملة الوالدة الأم المدللة ، برعاية مميزة ، واحترام وتقدير للماضي الجميل الذي نعيش به ولا نبتعد عنه مهما ابتعدنا ما بين الأرض والسماء،
فوصولنا للفضاء، يزيدنا حباً وتعلقاً بماضينا الحكيم الأصيل.
ومهرجان فن في قلعة رأس الخيمة، ترجم المضمون بالواقع فكان مهرجاناً متميزاً ، مختلفاً ، متفرداً.
أثناء زيارتكم للمهرجان، عندما تنظرون إلى القلعة بشموخها وجمالها ، ستشعرون بأنها تتكلم معكم، قائلة : “أنا القلعة الرائعة المدللة التي تفتخر باهتمام الشيخ سعود بن صقر القاسمي حفظه الله.. أنا افتخر بزياراته المتكررة ،حباً بالمكان ، ودعماً للمهرجان.. أنا كنت آراه عندما يقبل متوجهاً إلي ، فأرسل شعاعاِ من الحب والترحيب، كل من نظر إلي شعرت به.. أنا كنت أستقبلكم بشوق ، وابتسم لكم بصمت.. أنا من يتكلم عني الجميع.. أنا من زارني البعيد والقريب ، العربي والأجنبي.. أنا من حفظ التراث ولملم البيوت الأثرية بين ذراعيه لتبقى رائحة الماضي تفوح ، ونحن في أعلى أيام الحداثة والتطور.. أنا لا أريد أن ينتهي المهرجان، لأراكم كل يوم.. أنا علمت كم أنتم تحبونني، فأحببتكم أكثر”.
قلعتنا الجميلة ، شاهدنا والتمسنا كل ماقلتيه، لك الحق أن تعتزي بنفسك، فنحن جميعاً فخورون بك وبأخواتك الآخريات في كل الإمارات، فأنتن ماضينا الخالد المخلد .
استقبلت القلعة جمهوراً غفيراً وعدداً كبيراً ، بين زائرين ومشاركين قدموا من كل البلاد حاملين ثقافتهم ، َحريصين على إبراز فنهم، في مكان عظيم أثبت تميزه بسنوات متتالية .
فنانون عالميون ومحليون، مابين الموسيقا، والعزف، و الغناء والمعارض الفنية التي رعتها دائرة الثقافة والمتاحف في رأس الخيمة مجسدة رحلتها عبر الزمن، ومؤسسة مارينكو سوداك.. باستكشافها الرائد للون والشكل، والبعثة الأمريكية إلى الإمارات العربية المتحدة، وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في أبو ظبي.
لوحات الرسم ، والفن التشكيلي، فن الإضاءة، وما حمله عنوان المهرجان… فن الحركة ، ناقلاً الزوار في جولة عميقة حول حالة الإنسان ومايمر به من مراحل متقلبة على هذه الأرض، وكثير من المشاركات الإبداعية .
إلى جانب عروض الأفلام السينمائية في فناء القلعة الخارجي بالهواء الطلق، والعشاء الثقافي …سيمفونية من النكهات والفن والثقافة، مع العروض الحية بأصوات ماهوجني جونز المفعمة بالحيوية، مصحوبة بعروض كوميدية مسلية، وجلسات ارتجالية تفاعلية، وسلسلة من المتحدثين، وتبيين موضوع الحركة ،عبر الماضي والحاضر والمستقبل، والسوق الشعبي الذي يعرض السلع، ويجذب الزوار لتذوق جميع الأكلات التراثية الشعبية التي نالت على استحسان جميع الثقافات، والجنسيات.
وبالرغم من البرامج الفنية الكبيرة، إلا أن هناك أنشطة للطفل والأسرة ،من طبخ وحرف يدوية وبرامج ترفيهية وأيام لمحبي الحيوانات الآليفة والورش التعليمية المختلفة، للمدارس ومختلف الجهات، باستقبال مستمر على مدار أيام المهرجان.
قدم المهرجان كل الأنشطة الثقافية الفنية الترفيهية التاريخية بكل تمكن وأداء حرفي عالي .
أما عن اليوم الأكثر شعبية وحضوراً كان من نصيب ليلة النصف من شعبان، الذي جهز له باحتفاء كبير وطابع خاص، بحلة سرقت الأنظار ، صاحبه الإبهار والفن المصنوع بما يعبر عن هذا اليوم، مابين فقرات اليولة الإماراتية التي كان لها جمهور كبير ، والرزف، ومربي الصقور، و العرس الإماراتي الذي تابعه الزوار ، حريصين على مشاهدته، ومدى إعجابهم بهذه الفقرة الرائعة وكل مايتعلق بالماضي من حرف شعبية و عادات وتقاليد اجتمعت في نفس المكان، كل ذلك وأكثر تشاهدونه أثناء مسيرتكم وأنتم تكتشفون أرجاء القلعة، الذي لا تكفيه يوم أو زيارة واحدة .
وبينما الجميع يمشي بين السكك والممرات الضيقة للتنقل بين البيوت الأثرية، مارين بالمسجد القديم ، والدكاكين الشعبية، واللوحات الفنية المرسومة على الجدران،
تصادفون فريقاِ من المضيفين ، مقدمين لكم القهوة واللقيمات اللذيذة ، لمتابعة الكيلومترات الكثيرة المتبقية، والزوار متابعي المسير ، متناسين التعب رغبةً باكتشاف المزيد من السحر والجمال الأثري، إلى أن يحين وقت العشاء الذي قدم للزوار الكرام بكل كرم .
العيش واللحم الطبق الإماراتي الشعبي ، الطبق الأصيل الذي يحمل بمضمونه رسالة الترحيب بالضيف (شرفتونا بحضوركم،ويا مرحبا الساع ،حياكم الله ،إن ماشالكم المكان نشيلكم على روسنا).
كانت أيام مهرجان فن أكثر من رائعة، كان يوم ليلة النصف من شعبان أكثر من رائع .
إذا أردنا سرد كل التفاصيل نحتاج كتاباً خاصاً فقط لأيام المهرجان ، وكتاباً للحديث عن القلعة الأم ،فقد أضافوا للأهمية أهمية بأحداث وتفاصيل تترخ لروعتها ونجاحها.
بما أنني كنت من بين الفريق الذي استقبل الضيوف ، كنت سعيدة بخدمتهم وأخذ الاستبيان معهم، شعرت بالسعادة بكلماتهم ومشاعرهم الجميلة ، إنها لحظات لا تنسى.
كل الشكر لكم مؤسسة سعود بن صقر القاسمي، إدارة وموظفين، فريق عمل أبهر الجميع ، قدموا الإبداع قولاً وعملاً ، قدموا النجاح والتميز، يمشون وينشرون الحب سابقاً خطواتهم.
وأسالهم ماذا تجهزون لنا بعد كل هذا الإبداع؟!
بماذا ستفاجئونا في المرة القادمة؟!
ماذا ستبتكرون ماذا ستقدمون؟!
حفظكم الله لما قدمتم..
ووفقكم الله..
كتب بقلم نسرين محسن
عضو نادي الإمارات الدولي للأعمال