بقلم: لمياء سرحاني
يلزم الإيطاليون منازلهم الأربعاء للأسبوع الثالث من الإغلاق التام في البلد سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أودى بأكثر من 600 شخص حتى الآن، في حين عرضت الصين إرسال فرق طبية إلى إيطاليا لمساعدتها في مكافحة الفيروس، وسط ارتفاع نسبة انتشاره في دول العالم المختلفة، خاصة بأوروبا.
عبر البريد الإلكتروني ترسل وزيرة الصحة البلجيكية اليوم لكل المقيمين على ارض بلجيكا بيانا بغلق كل المدارس، المطاعم، و المقاهي و التزام المواطنين بالمكوث في بيوتهم سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أودى بحياة ١١٠٠ شخص في اروبا.
بعد إيطاليا و الذي وصل عدد الضحايا فيها الى ٦٠٠ شخص، ثم فرنسا و ألمانيا تصبح بلجيكا رابع دولة أوروبية ينتشر فيها هذا المرض الذي يصيب الإنسان في غفلة من أمره ويهدد حياة الكثيرين دون سابق إنذار.
هذا الفيروس المتسلل يوجه ضرباته القاسية وشبه قاتلة للقطاعات الاقتصادية الواحد تلو الآخر وفي مقدمتها قطاعي السياحة والنفط. ويدل على ذلك خلو الفنادق وتوقف حركة السفر وإلغاء الأنشطة العامة والمعارض وإغلاق معالم سياحية في الدول التي أصابها الفيروس واستمرار تراجع أسعار النفط الخام إلى مستويات أقل من 50 دولارا للبرميل في السوق العالمية.
استوقفتني قصة امرأة إيطالية علقت في منزلها مع جثة زوجها لمدة يومين بسبب الحجر الصحي في بلدها.
و كشف شهود عيان ان الأرملة شوهدت و هي تجلس في شرفتها في مدينة ” بورغيتو سانتو سبيريتو” و هي تبكي طلبا للمساعدة بعد وفاة زوجها الساعة الثانية صباحا يوم الاثنين الماضي.
و وفقا لصحيفة ” ديلي ميل الإيطالية ” كان زوجها قد اصيب بمرض الكورونا و لكنه اصر على البقاء في المنزل و عندما توفي جراء المرض تأخرت السلطات في نقل جثته.
تدخل بلجيكا اليوم في حجر صحي مدته قد تطول او تقصر و في ضل هذه الأوضاع سبب فيروس ” كوفيد ١٩” في خسارة مالية كبيرة خاصة لقطاع السياحة و المطاعم بينما استفادت شركات اخرى من الوباء و حققت أموالًا طائلة لم تكن تحلم بها مثل شركات معقم اليدين، القفازات الطيبة و و كمامات الوجه.
ما هو فيروس الكورونا…هل هو صناعة خوف ينتج عنه حفنة من المستفيدين و ملايين من المتضررين ام هو خطر يحدق بنا جميعًا؟
هل يمكن لفيروس الكورونا ان يوحد الدول و الشعوب رغم الصراعات؟
في مواجهة فيروس كورونا الذي لا يُرى بالعين المجردة ظهر عجز البشر، وضعفهم وقلة حيلتهم، لا فرق بين دول عظمى وأخرى صغرى ونامية. الكل ينتظر بفارغ الصبر اكتشاف علاج للفيروس الوافد، والآمال معلّقة على حرارة الصيف لتوقِف انتشاره، وتضع حدًا لخطره … هي لحظة نادرة إذًا، يتّحد فيها العالم الذي افترق على كثير من القضايا، ويشعر البشر بضعفهم وعجزهم، ويعلقون آمالهم على غير فعلهم وإرادتهم.