ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح اليوم الجمعة، على أزمة تفشي فيروس ” كورونا ” في العالم ودعم دولة الإمارات للجهود الدولية للوقاية والعلاج وثقتها بقدرة الصين وغيرها على احتواء الوباء.
كما وركزت على تجربة الصين ونجاحها في مواجهة أزمة ” كورونا ” والتي يمكن الاستفادة منها في الكثير من الدول في سبيل احتواء الفيروس الذي تسابق محاولات الوصول إلى لقاح فعال لمواجهته الزمن.
وتناولت الصحف المحلية أيضاً استغلال الرئيس التركي أردوغان المأساة الإنسانية للاجئين السوريين والمقامرة بأرواحهم كونها ورقة للضغط السياسي على دول أوروبا التي لن ترضخ له وستقف له بالمرصاد.
وافنتحت صحيفة “الخليج” أولى مقالاتها تحت عنوان ” فوائد الأزمات “، وكتبت فيها: ” دائماً هناك نصف من الكوب ملآن حين ينظر الآخرون لنصف الكوب الفارغ، وتختبر الأمم والدول بقدرتها على رؤية النصف الممتلئ وزيادته بدلا من التحسر على النصف الفارغ والتخاذل اتكالا على أنه “ما باليد حيلة”.
وتابعت الصحيفة: “منذ مطلع العام، ومع أزمة تفشي فيروس كورونا في العالم بدءا من الصين، لم تحد الإمارات عن مبدئها الراسخ في الشفافية والمصارحة لمواطنيها والمقيمين على أرضها والعالم وثقتها في قدرة البشر الذين استثمرت فيهم قيادتهم لأجيال على مواجهة أي خطر والتغلب عليه، ورأت نصف الكوب الممتلئ في ثقتها بقدرة الصين وغيرها على احتواء الوباء، وقدمت ما هو معلن وغير معلن من دعم ومساندة للبؤر الرئيسية الثلاث : الصين وإيران وإيطاليا، وساهمت مع غيرها في دعم الجهود الدولية للوقاية والعلاج”.
وأضافت الصحيفة: “رغم إعلان منظمة الصحة العالمية تفشي الفيروس وباء عالميا، فإن الإمارات ظلت تدفع باتجاه زيادة المملوء من كوب العلم للإسراع بإنتاج العلاج ومحاصرة المرض، وهذا هو الهدف الرئيسي للمنظمة العالمية من إعلان عالمية الوباء : حشد جهود العالم كله لمواجهته ومحاصرته وعلاجه وليس زيادة الخوف والذعر، مشيرة إلى أن هذا الثبات والعزم والثقة تبدى في قدرة البشر وإمكانياتهم في ما جرى في العالم في الأيام الأخيرة نتيجة انهيار أسواق الأسهم وأسعار النفط بسبب الذعر من فيروس كورونا وخلل متوقع في معادلة العرض والطلب في سوق الطاقة”.
وقالت “هنا أيضاً ثقة الإمارات في قدرتها على تجاوز الصعاب المفترضة، بل وأيضا «تحويل التحدي إلى فرصة» كما يبث قادتها في روح أبنائها باستمرار، فانخفاض أسعار النفط بنحو الثلث، حتى لو كان قد استمر ولم يتعدل بسرعة كما حدث، ما كان ليضر كثيرا بالاقتصاد الإماراتي الذي بلغ من التنوع حدا جعل اعتماده على عائدات صادرات الطاقة في أضيق نطاق”.
وأشارت إلى أنه يمكن القول إن ذلك التنوع وتلك القدرة يجعلان الإمارات وأشقاءها في المنطقة أكثر قدرة على تبني سياسات استراتيجية في قطاع الطاقة وغيره تفيدهم على المدى البعيد حتى وإن بدت في المدى القريب جدا في خانة نصف الكوب الفارغ .. في النهاية، إنها الثقة بالنفس المستندة إلى سنوات من الجهد ومراكمة نتائج الاستثمار في البشر وارتياد مجالات تسمح بالقدر الأكبر من الابتكار والتجديد، ويحيط كل ذلك سياج من منظومة قيم ومبادئ رسخها الآباء المؤسسون ويسير عليها ويعززها الأبناء المخلصون وحولهم شعب يستلهم من قيادته أنه “لا يوجد مستحيل”.
واختتمت “الخليج” افتتاحيتها بالقول “سيتغلب البشر على الفيروس وغيره، وستمر أزمة النفط وغيرها، وسيلتفت الجميع وقتها إلى من استفاد من تلك الأزمات وكان في عضد من تضرر منها”.
وتحت عنوان “الصين تلهم العالم” افتتحت صحيفة “الوطن” أولى مقالاتها بالقول: “في الوقت الذي بات فيه عدد من الدول تحت هاجس تفشي فيروس ” كورونا المستجد” والذي صنفته منظمة الصحة العالمية كـ ” وباء ” بعد أن ارتفعت الإصابات إلى أكثر من 125 ألف إصابة في 115 دولة، تقدم الصين التي كانت بؤرة ” الفيروس ” في أراضيها وبالتحديد مدينة ” ووهان ” في مقاطعة ” هوبي” وأصاب قرابة 81 ألفا من رعاياها توفي منهم 3169 وشفي 62793، نموذجا تاريخيا في كيفية مواجهة الأزمات الكبرى مهما كان خطرها”.
وأضافت “أن إغلاق المشافي الميدانية التي أقيمت خلال وقت قياسي أتى دليلا على نجاح الخطوات الاحترازية والمشددة في احتواء الوباء، كإنجاز أسطوري يضاف إلى سجل الصين الحافل بالنجاحات، ولاشك أن المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام لفرق طبية وهي تحتفل وتتخلص من الكمامات ومعدات الوقاية وزيارة الرئيس الصيني إلى المكان الأول لظهور الفيروس، والإعلان عن بدء استعادة دورة الحياة الطبيعية واستئناف عدد من النشاطات وتخفيف قيود السفر والاستعداد لاستئناف الأعمال الصناعية في بلد يفوق عدد سكانه المليار و400 مليون إنسان، جميعها أمور تدفع لتقدير الدور الكبير والأمل الذي يحمله نجاح التنين الصيني للعالم أجمع بأن تجاوز هذه المحنة بأسرع وقت ليس أمرا بعيدا أو مستحيلا، وهي تجربة ثرية ومفيدة يمكن الاستفادة منها في الكثير من الدول في سبيل احتواء الفيروس الذي تسابق محاولات الوصول إلى لقاح فعال لمواجهته الزمن” .
وأشارت إلى أن هذه الإرادة التي أظهرتها جمهورية الصين الصديقة والعزيمة في تحمل مسؤولية عامة بدولة تكاد تكون بمساحة قارة ليس شيئا عاديا، ولكنها محطة تاريخية في ظرف عصيب انعكست تداعياته على كافة القطاعات والميادين والفعاليات في كل مكان، وهي جهود تعكس الوعي بضرورة المواجهة بشجاعة وأهمية التدابير الرادعة التي تم اتخاذها والعمل وفقها ليكون النجاح الذي تمكنت الصين من تحقيقه عبر خطط التزم بها بشكل مباشر قرابة 50 مليون إنسان تم وضعهم في الحجر الصحي بالمنازل منذ ظهور الفيروس وحتى بلوغه الذروة وصولا إلى تطويقه وبدء تراجعه، واليوم تبدو الواقعية والتعامل الواعي في جميع دول العالم الأساس في تجاوز هذا الوباء خاصة أن شفاء قرابة 99% من الإصابات أمر واقع مع الأخذ بعين الاعتبار أن ارتفاع الإصابات خارج الصين في الأسبوعين الأخيرين يعادل 13 ضعفا للعدوى داخلها .. يؤكد أن إجراءاتها أثبتت فاعليتها وقدرتها على إنهاء تفشي الفيروس وحصاره ” .
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول “لقد كانت دموع الفرح سواء لدى الفرق الطبية الصينية أو المصابين الذين تماثلوا للشفاء تحمل الكثير من العبر والحكم الإنسانية والمشاعر المعبرة والدروس الملهمة تجاه شعب تربطه علاقات جيدة مع جميع دول العالم .. وستنتصر الصين وينتصر العالم بالوعي والتصميم والإرادة” .
وتحت عنوان “الابتزاز التركي جريمة” افتتحت صحيفة ” البيان” أولى مقالاتها فكتبت: “يلجأ الرئيس التركي أردوغان إلى استغلال ملف المهاجرين في كل مرة، يفشل فيها في تحقيق أحلامه الاستعمارية، فقد وجد نفسه في مأزق، بعدما ورط بلاده في قضايا لاإنسانية نتيجة أطماعه التوسعية، لكن الجانب المقيت في هذا الابتزاز هو استغلال المأساة الإنسانية للاجئين السوريين والمقامرة بأرواحهم، كونها ورقة للضغط السياسي على دول أوروبا”.
وأضافت الصحيفة “أردوغان يسعى إلى تحقيق مكاسب جديدة على غرار ما حدث عامي 2015 و2016، لكن سنة 2020 حملت رياح التغيير، وبدأت الأمور تسير ضد رغبات أردوغان، فهذه المرة لن ينجح في مناوراته، فأوروبا لن ترضخ له، وستقف له بالمرصاد، حيث فقد الكثير من التحالفات التي كانت تمثل أساسا للعلاقات الخارجية التركية” .
وقالت “إن ابتزاز أردوغان في قضايا إنسانية يعد جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، ولا مجال للتفاوض مع رئيس يدعم الفوضى في العالم، ويسعى إلى تفتيت المنطقة، فأوروبا لن تقف هذه المرة مكتوفة الأيدي طالما استمرت هجمات أردوغان عليهم، بحيث يمتلكون ملفات حقيقية عن تورط أردوغان بالإرهاب، بعدما كشف القناع عن ميوله التوسعية، فزمن المقايضات ولى”.
واختتمت “البيان” افتتاحيتها بالقول “المقامرة الجديدة لأردوغان للدفاع عن عصاباته «القاعدية» و«الداعشية» لن تفلح، بل بالعكس ستجلب له مشاكل كان في غنى عنها، وهو ما يستدعي مراجعة حساباته الخطأ قبل فوات الأوان”.