تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى مصر، ومواصلة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ارتكاب جرائمها والتي كان آخرها تبنيها استهداف محطتين لتكرير النفط في السعودية، إضافة إلى اهتمام القيادة الرشيدة بالإعلام المحلي والعربي بشكلٍ عام.
فتحت عنوان “رؤية واضحة”، أكدت صحيفة “الاتحاد” أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، والتهديدات التي تشهدها المنطقة لاسيما بعد الهجمات الإرهابية والتخريبية التي استهدفت سفناً تجارية بالقرب من المياه الإقليمية الإماراتية، ومنشآت نفطية سعودية، تتطلب تنسيقاً خليجياً مصرياً على أعلى مستوى.
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حرص خلال زيارته إلى القاهرة ومحادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على توجيه رسالة واضحة بشأن التنسيق الدائم بين البلدين، وتوافق وجهات النظر حول مصادر تهديد الأمن الإقليمي، مؤكداً أن التحديات والمخاطر الكثيرة في المنطقة تحتاج إلى تحرك عربي فاعل، يصون المصالح العليا ويحقق تطلعات الشعوب إلى الأمن والاستقرار والسلام.
وأوضحت أن الرسالة الإماراتية، أكدت الحرص على تدفق إمدادات الطاقة إلى السوق العالمية، والتصدي لأي محاولة لتهديد الملاحة في المنطقة من قبل أي طرف كان، ومواجهة الإرهاب والتطرف والقوى التي تدعمه وتبرره، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية ومواجهة الميليشيات المسلحة ذات الأجندات المشبوهة. والرسالة المصرية كانت واضحة بالتضامن مع الإمارات والسعودية للتصدي لأي محاولات للنيل من الأمن والاستقرار.
وخلصت صحيفة “الاتحاد”، في الختام، إلى أن رؤية واضحة إماراتية مصرية على أعلى مستوى، قادرة على مواجهة كل التحديات والتهديدات، وكفيلة أيضاً بحماية الأمن العربي والاستقرار الإقليمي من أي مشروعات خارجية تسعى إلى تخريب المنطقة.
من جانبها، وتحت عنوان “الإمارات ومصر.. القوة والدور”، كتبت صحيفة ” الخليج”: “تعبر دولة الإمارات وشقيقتها مصر عن ضمير شعبيهما والوجدان القومي للأمة حين ترفضان، بوضوح، وعبر التشاور والتنسيق المستمرين، محاولات البعض إشعال الحرائق في منطقتنا المستقرة الآمنة، ويصيب القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وهو يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حين يركز على مشاركات البلدين، نحو تحقيق المصير المشترك، تضامناً ووقفة عز، وموقفاً موحداً مع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة، ضد ما تعرضتا له من اعتداءات غاشمة في الأيام القليلة الماضية، وإن كانت ذات أثر محدود، فكلٌ إنما يصدر عن حجمه وحيلته وذات يده، وميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية ومن يقف وراءها، إنما هي في دائرة الضعف والعجز والهزيمة وقلة الحيلة”.
وأضافت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قدم توصيفاً دقيقاً للحالة الراهنة، فبين موقف دولة الإمارات بقيادة القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، من المستجدات، وفي التضامن المصري المشرف مع هذا الموقف مزيد قوة وثقة وطمأنينة، وبالتالي، مزيد من الإصرار على المضي في طريق التنمية والمستقبل، والوقوف في وجه قوى الباطل وتيارات الظلام والإرهاب والتطرف، وأولئك الذاهبين في غيهم نحو نشر الفوضى والتخلف والجهل.
وأكملت الصحيفة: “وبين هذا وذاك، فإن في التأكيد على دور مصر المحوري في أمتها وفي العالم، وعياً راسخاً يتجدد، فيجدد معه نبض حياة جديدة ملائمة، فيها ضمان إحياء العمل العربي المشترك الجاد، في أفق محور الخير بمثلّثه الذي تتوجه بوصلته تلقائياً نحو العمل والحياة والشمس: السعودية والإمارات ومصر”.
وتابعت: “ما حدث تطور خطير ويهدد العالم كله. هكذا تكلم محمد بن زايد، والحق أن الميليشيات الآثمة، بتحريض ممن يمولها ويقف وراءها، إنما وجهت صواريخها إلى قلب العالم؛ القلب الذي عبر عن موقف واضح واحد ضد الإرهاب، وبقيت عليه ترجمة ذلك إلى فعل حقيقي يطوق هذا الخطر في منابعه، ويجعله أسير متاهته وفكرته الضيقة، وصولاً إلى القضاء عليه ـ بتضامن العالم ـ قضاء مبرماً. الكلام عن إرهاب الدول كما تتبناه دول مثل إيران وقطر، والكلام عن إرادة دولية تنتصر للحق وحق الشعوب في التنمية والعدل والأمن والحياة الكريمة”.
وقالت “الخليج”، في ختام افتتاحيتها: “إن المأمول بعد لقاء محمد بن زايد والسيسي كبير، فاللقاء، في حد ذاته له رمزيته، وله آثاره الإيجابية على الأرض، في أفق العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين الإمارات ومصر تجسدان معاً، وكلاً على حدة، أنموذج الدولة الوطنية القوية الراسخة، نواة الأمة العربية الخالدة”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “إعلام شريك في صنع الحدث”، أكدت صحيفة ” البيان” أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً للإعلام المحلي والعربي بشكل عام، مؤكدة أن مسؤولية الإعلام العربي تجاه شعوب المنطقة تزداد أهميتها في ضوء التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقتنا العربية وما يجري في العالم من حولنا بكل ما يحمله من تداعيات تتقاطع بشكل مباشر مع مصالح العرب، وتؤثر بصورة كبيرة في مقدراتهم ومكتسباتهم وقدرتهم على تحقيق ما تصبو إليه بلدانهم من طموحات تنموية في شتى المجالات، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حديثه للإعلاميين قائلاً: “لا يمكن أن نعتبر الإعلام مجرد قناة أو وسيلة لنقل الأحداث وتطوراتها للمتلقي.. فالإعلام شريك في صنع الحدث ورسم مساره وتحديد نطاقات تأثيره.. وهو دور يأتي مشمولاً بمسؤوليات نثق في قدرة صناع الإعلام على النهوض إلى مستواها والوفاء بمتطلباتها”.
وأضافت أنه لا يخفى على أحد الجهود التي تبذلها الدولة بتوجيهات من القيادة الرشيدة لإعداد المناخ الأمثل للمؤسسات الإعلامية للعمل والإبداع وتقديم محتوى نافع ومفيد، انطلاقاً من قناعة كاملة بالأثر القوي للإعلام في دفع عملية التطوير الإيجابي، والتغلب على أية مشكلات قد تعوق مسيرة العمل والبناء.
وقالت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها: “إن دولة الإمارات وفرت للإعلام البيئة الداعمة بكل ما تحتاج إليه من مقومات، ليقدم إسهاماته الإيجابية التي تدعم طموحات التنمية والبناء في دولة الإمارات، وتدعم تطلعات الشعوب العربية لغد أفضل يعيد للأمة العربية أمجادها ودورها ومكانتها التاريخية”.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “إرهاب إيران وأدواتها”، قالت صحيفة “الوطن ” إن مليشيات إيران الإرهابية تواصل ارتكاب جرائمها وتعدياتها وكان آخرها تبني عملية استهداف محطتين لتكرير النفط في المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتداء سافر جبان، في حين كان حرياً بالأمم المتحدة أن تكون أول جهة في العالم تدعو إلى تعزيز التحرك العالمي لمحاسبة الجناة والفاعلين، لا أن تبدو وكأنها في كوكب آخر، خاصة أن البيانات المجردة باتت لا تختلف كثيراً عن الصمت الذي هو قمة السلبية، فالأمم المتحدة والمجتمع الدولي عليهما مهام وأدوار يجب أن يتحملا من خلالها مسؤوليتهما التامة التي هي واجب وليست ترفاً أو خياراً”.
وأضافت: “لم تتوقف أدوات إيران بتوجيهات وتبعية تامة لأوكار وأقبية الشر في طهران عن القيام بكل فعل إجرامي سواء في داخل اليمن أو عبر محاولات استهداف المملكة العربية السعودية الشقيقة، وفي الكثير من الأحيان كان اللافت غياب الدور الأممي الواجب الذي يفترض أن يضع حداً لتنظيم وجماعة انقلابية متمردة انتصاراً لقرارات مجلس الأمن ذاته الذي أصدر العديد من القرارات التي تؤكد حتمية إنهاء الانقلاب في اليمن لما ترتب عليها من دمار وخراب مما يستوجب نشر سلطة الدولة فوق كامل التراب اليمني وتسليم السلاح إلى الحكومة الشرعية، وخاصة القرار / 2216 / الشديد الوضوح، لكن أن تواصل تلك المليشيات كل تعد سافر.. أمر يجب أن يتم التعامل معه كتهديد لأمن واستقرار المنطقة والاقتصاد العالمي برمته، خاصة أن الجريمة وقعت بعد يوم واحد من تعد آخر يجري التحقيق بشأنه في استهداف 4 ناقلات قرب المياه الإقليمية للدولة وضمن مياهها الاقتصادية”.
وشددت الصحيفة على أن التعامل مع الإرهاب والعمل على إنهائه وتجنب آثامه وشروره يجب أن يكون تاماً ويعمل على تجفيف منابعه والقضاء على أدواته لا على الاكتفاء بمواجهة هذا التحدي عبر كل حادثة بمفردها، لأن أصل الشر وأدواته موجودة وتراهن على الموت والعنف والخراب مسببة المآسي الإنسانية التي يندى لها كل جبين، وبالتالي فإن الخلاص من كل هذه التبعات يستوجب القضاء على أصل الفتنة والجهات التي تخالف كل القرارات الدولية والشرعية الواجبة لتنظيم العلاقات بين الدول، وخلال ذلك كانت النتائج عبارة عن انتهاكات فظيعة لكل شيء.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها تقول: “إن ” نظام الملالي” المارق يتخبط ويعرف أن الإنذار الأمريكي شديد الوضوح والجدية، ولذلك يحاول استخدام أدواته التي يرعى إرهابها ويقوم بتسليحها وتمويلها لارتكاب التعديات السافرة التي لا تتوقف، كما بات المجتمع الدولي برمته يتأثر بما ينتهجه نظام يراهن فقط على الإرهاب ويتمسك بأجندته التدميرية، بل بات واجباً على العالم أن يتحرك باتجاه اجتثاث الآفة من جذورها لحفظ أمن دوله واستقرارها وتحصين المصالح الاستراتيجية من العبث والاستهداف”.