متابعة – علي معلا
تعتبر المنشطات، أو المواد المحفزة للأداء، مشكلة صحية عالمية تتفاقم يومًا بعد يوم. يلجأ العديد من الرياضيين وحتى الأشخاص العاديين إلى استخدام المنشطات بهدف زيادة القوة والمرونة وتحسين الأداء البدني. ومع ذلك، ينبغي علينا أن ندرك أن هذا الاستخدام غير القانوني وغير الأخلاقي يحمل آثارًا خطيرة على الصحة البدنية والعقلية للأفراد. في هذا المقال، سنسلط الضوء على إدمان المنشطات وأضرارها الكارثية على الصحة.
تعتبر المنشطات مجموعة متنوعة من المواد التي تعمل على زيادة الأداء البدني والقدرة على التحمل. تشمل المنشطات الستيرويدية، مثل هرمون التستوستيرون ومشتقاته، والمنشطات القلبية، مثل الأمفيتامين والميثيلفينيدات. عند استخدام هذه المواد بشكل منتظم وبجرعات مرتفعة، يمكن أن تؤدي إلى إدمان الجسم والعقل.
تؤثر المنشطات على الجهاز العصبي المركزي والغدد الصماء في الجسم، وتزيد من إفراز الهرمونات وتعزز عملية التكوين العضلي، مما يؤدي إلى زيادة كتلة العضلات والقوة البدنية. ومع ذلك، تأتي هذه الفوائد بثمن باهظ، حيث تترافق معها العديد من الأضرار الصحية الجسيمة.
أولاً، تؤثر المنشطات سلبًا على الجهاز القلبي والوعائي، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية. قد يتسبب استخدام المنشطات في زيادة ضغط الدم وتضخم عضلة القلب، مما يؤدي في بعض الحالات إلى السكتة القلبية أو الوفاة المفاجئة.
ثانياً، تؤثر المنشطات على الجهاز الهضمي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد والكلى. قد تسبب المنشطات التغيرات في وظائف الكبد وتلف الخلايا الكبدية، وتزيد من خطر تكون الأورام السرطانية في هذا الجهاز. كما تزيد المنشطات من خطر تشكللإدمان على المخدرات والمشروبات الكحولية، مما يؤثر سلبًا على صحة الكلى ويزيد من احتمالية الفشل الكلوي.
ثالثًا، تؤثر المنشطات على الجهاز العصبي المركزي والعقلية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى. يعاني المدمنون من المنشطات من تغيرات مزاجية حادة، وانفصام في الشخصية، وهذا يؤثر سلبًا على حياتهم الشخصية والاجتماعية.
رابعًا، تؤثر المنشطات على الجهاز التناسلي وتعوق إنتاج الهرمونات الجنسية الطبيعية في الجسم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب لدى الذكور، وتغيرات في دورة الحيض وعدم القدرة على الإنجاب لدى الإناث.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل المنشطات خطرًا كبيرًا على الشباب الذين لم يكتمل نموهم الجسدي والعقلي بعد. قد يتسبب استخدام المنشطات في تثبيط نمو الطول وتشوهات هيكلية، وقد يؤثر على التطور العقلي والتعلم.
في الختام، يجب أن ندرك أن استخدام المنشطات للتحسين البدني يشكل خطرًا كبيرًا على صحتنا. إن الأضرار الكارثية التي تنجم عن إدمان المنشطات تتراوح من مشاكل صحية مزمنة إلى تهديدات حياة حقيقية. لذا، يجب على المجتمع بأسره والرياضيين على وجه الخصوص أن يتحلى بالوعي والمسؤولية ويتجنبوا استخدام المنشطات، ويبحثوا عن طرق أخرى صحية وآمنة لتحسين أدائهم البدني.