متابعة – علي معلا
الزهايمر هو مرض عصبي تنكسي يؤثر على الدماغ ويتسبب في تدهور التفكير والذاكرة والسلوك. وعلى مر السنين، تم توجيه الكثير من الاهتمام إلى العوامل الغذائية وتأثيرها المحتمل على الوقاية من الزهايمر وتأخير ظهوره. واحدة من هذه العوامل هي العنب.
العنب هو فاكهة غنية بالمواد المغذية والمركبات النباتية التي تعتبر مفيدة للصحة. يحتوي العنب على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية. كما يحتوي أيضًا على مضادات الأكسدة التي تساهم في حماية الجسم من الضرر الناتج عن الجذور الحرة. وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن بعض المركبات الموجودة في العنب قد تكون ذات فوائد صحية بالنسبة للدماغ، بما في ذلك الوقاية من الزهايمر.
أحد المكونات الرئيسية في العنب هو مركب الريسفيراتول، والذي ينتمي إلى فئة المركبات الفينولية. وقد أظهرت بعض الدراسات التجريبية أن الريسفيراتول يمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وقد يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ والتقليل من خطر الإصابة بالزهايمر. واحدة من الطرق التي يعتقد أن الريسفيراتول يعمل من خلالها هو تثبيط ترسب بروتين بيتا-أميلويد في الدماغ، وهو البروتين الذي يشكل تجمعات ضارة تسمى فُتَقات بيتا-أميلويد في أدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر.
بالإضافة إلى الريسفيراتول، يحتوي العنب أيضًا على مضادات أكسدة أخرى مثل الفلافونويدات والكيرسيتين. وقد أظهرت دراسات أخرى أن هذه المركبات قد تساهم في تحسين وظائف الذاكرة والمحافظة على صحة الدماغ.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الأبحاث في هذا المجال لا تزال محدودة وتحتاج إلى دراسات إضافية لتوضيح طبيعة العلاقة بين العنب والزهايمر بشكل أكبر. لا يمكن الاعتماد فقط على استهلاك العنب كحلا للوقاية من الزهايمر. إنه مهم أن نتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني المنتظم للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من الأمراض المزمنة.
بصفة عامة، يجب أن يكون التركيز على نمط حياة صحي يتضمن تناول نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، إلى جانب ممارسة النشاط البدني المنتظم والحفاظ على وزن صحي. كما يجب أن يتم استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ أي تغييرات في النظام الغذائي أو تناول المكملات الغذائية.
بالخلاصة، هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن العنب قد يكون له دور في الوقاية من الزهايمر بفضل مضادات الأكسدة والمركبات النباتية الموجودة فيه. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد طبيعة هذه العلاقة بشكل دقيق. لذا، يجب أن يتم الاعتماد على نمط حياة صحي عام يشمل التغذية الجيدة والنشاط البدني والرعاية الطبية المنتظمة للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر.