متابعة – علي معلا
البرودة هي حالة تعاني منها الكثير من الأشخاص خلال فصل الشتاء أو في بيئات باردة. وعلى الرغم من أن البرودة تؤثر على الجميع على حد سواء، إلا أن هناك اعتقادًا شائعًا بأن الرجال يشعرون بالبرودة أكثر من النساء. فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ هل يعاني الرجال حقًا من درجات حرارة أدنى بالمقارنة مع النساء؟
في الواقع، ليس هناك دليل علمي قاطع يدعم فرضية أن الرجال يشعرون بالبرودة أكثر من النساء. الاختلاف في تحمل البرد بين الجنسين يعتمد على عوامل متعددة تشمل التركيبة الجسدية، والأيض، والعوامل البيئية، والثقافة، والعادات الشخصية.
ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر في تفضيل الرجال لدرجات حرارة أعلى أو الشعور بالبرودة بشكل أكبر:
1. تركيبة الجسم:
تشير بعض الدراسات إلى أن النساء قد يكون لديهن نسبة أعلى من الدهون تحت الجلد مقارنة بالرجال. وتعمل الدهون على عزل الجسم والحفاظ على الحرارة. بالإضافة إلى ذلك، يكون لدى النساء غالبًا نسبة أقل من العضلات المشاركة في إنتاج الحرارة. وبالتالي، قد يشعر الرجال بالبرودة بشكل أكبر مقارنة بالنساء.
2. الهرمونات:
تلعب الهرمونات دورًا في تنظيم حرارة الجسم. على سبيل المثال، الاختلاف في مستويات هرمون الاستروجين بين الجنسين قد يؤثر على قدرة الجسم على التحكم في الحرارة. يُعتقد أن الاستروجين يساعد في زيادة تدفق الدم إلى الأطراف وتحسين التوزيع الحراري، مما يمنح النساء شعورًا بالدفء.
3. العوامل الثقافية والعادات الشخصية:
تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية دورًا في تحديد السلوكيات والعادات الشخصية تجاه التعامل مع البرد. قد يكون الرجال أكثر عرضة للقيام بأنشطة تعرضهم للبرد، مثل العمل في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضات الشتوية، مما يزيد من احتمال شععورهم للبرد. أيضًا، قد يكون للنساء عادات مختلفة في ارتداء الملابس الدافئة واستخدام الوسائل الأخرى للتدفئة.
بصفة عامة، من الصعب إجراء عموميات حول الرجال والنساء فيما يتعلق بمدى شعورهم بالبرودة. يجب على الأفراد الاهتمام بتوجيهات جسمهم الخاصة والاستماع إلى احتياجاتهم الفردية. يُنصح بارتداء الملابس المناسبة للطقس البارد والحرص على التدفئة والترطيب المناسبين.
في الختام، ليس هناك قاعدة ثابتة تفيد أن الرجال يشعرون بالبرودة أكثر من النساء. الشعور بالبرودة يعتمد على عوامل متعددة تشمل التركيبة الجسدية والهرمونات والعادات الشخصية. يجب على الأفراد الاهتمام بصحتهم الشخصية واحتياجاتهم الفردية والاستجابة لها بشكل مناسب.