متابعة – علي معلا
الصحة والعافية هما أمورٌ لا تقدّر بثمن في حياة الإنسان. ولكن، هل فكرت يومًا في أن المشاعر السلبية التي نعيشها يمكن أن تؤثر على صحتنا الجسدية بشكل كبير؟ نعم، فالمشاعر السلبية المزمنة يمكن أن تؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة وتؤثر على جودة حياتنا. في هذا المقال، سنستعرض ثلاث مشاعر سلبية يجب علينا أن نحذرها ونتعامل معها بحذر.
1. القلق المزمن:
القلق هو مشاعر التوتر والقلق الشديدة التي قد تستمر لفترة طويلة من الزمن وتؤثر على حياتنا اليومية. إن القلق المزمن يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات الضارة بالجسم مثل الكورتيزول، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب. لذلك، من الضروري التعامل مع القلق بشكل فعّال من خلال تقنيات التأمل والاسترخاء والتفكير الإيجابي والبحث عن الدعم النفسي والمساعدة المهنية عند الحاجة.
2. الغضب المستمر:
الغضب المستمر والغضب الشديد قد يكون له تأثير سلبي على الصحة العامة. إن التفاعل العصبي-الغضبي المستمر يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الغضب المستمر على جهاز المناعة ويجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض الأخرى. لذا، يجب علينا أن نتعلم كيفية التحكم في غضبنا والبحث عن وسائل للتهدئة والتفكير الواعي والتواصل الفعال لتجنب تراكم الغضب وتأثيره السلبي على صحتنا.
3. الاكتئاب الشديد:
الاكتئاب هو اضطراب نفسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحالة العامة للصحة. إن الاكتئاب الشديد والمزمن يمكن أن يضعف الجهاز المناعي للجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والأمراض المزمنة الأخرى. كما أن الاكتئاب يمكن أن يؤثر على النظام الغذائي والنوم والنشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات الغذاء والأمراض المرتبطة بالنمط الحياتي غير الصحي. لذا، من المهم أن نتعامل بجدية مع الاكتئاب وأن نطلب المساعدة المناسبة من الأطباء والمستشارين النفسيين للتعافي والحصول على الدعم اللازم.
في الختام، يجب أن ندرك أن المشاعر السلبية المزمنة يمكن أن تسبب أمراض خطيرة وتؤثر على جودة حياتنا وصحتنا العامة. لذا، ينبغي علينا أن نتعامل مع هذه المشاعر بحذر وأن نبحث عن طرق للتحكم فيها والتخفيف من تأثيرها السلبي. يمكننا تحقيق ذلك من خلال ممارسة التأمل والاسترخاء، والتفكير الإيجابي، والتواصل الفعال، والبحث عن الدعم النفسي والمساعدة المهنية عند الحاجة. بالاهتمام بصحتنا النفسية والعاطفية، سنكون أكثر قدرة على الازدهار والاستمتاع بحياة صحية ومتوازنة.