متابعة – علي معلا
تعتبر الألم في منطقة الظهر من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يمكن أن يكون الألم في الظهر ناجمًا عن عوامل مختلفة، مثل الإجهاد العضلي، وتقلصات العضلات، والإصابات، والتهاب المفاصل، والتهاب الأعصاب، وغيرها من الأسباب المحتملة. ومع ذلك، هناك اهتمام متزايد بالعلاقة المحتملة بين نقص فيتامين د وآلام الظهر.
يعتبر فيتامين د من الفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، وهو يلعب دورًا هامًا في الاستقلاب الكالسيومي والحفاظ على صحة العظام والعضلات. يمكن الحصول على فيتامين د بشكل طبيعي من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وأيضًا من بعض المصادر الغذائية مثل الأسماك الدهنية والحليب المدعم بالفيتامينات. ومع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من نقص فيتامين د، وذلك بسبب عوامل مثل عدم التعرض للشمس بشكل كافٍ، ونمط الحياة الداخلية، وارتداء الملابس الكاملة، وعوامل أخرى.
هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين د وآلام الظهر. واحدة من هذه الدراسات هي دراسة نشرت في مجلة “أرثرايتس” في عام 2017، حيث تم مراجعة الأدلة من 26 دراسة سريرية حول هذا الموضوع. ووجدت الدراسة أن هناك ارتباط إيجابي بين نقص فيتامين د وزيادة خطر الإصابة بآلام الظهر، خاصة في حالات الألم المزمن. ولاحظت الدراسة أيضًا أن تناول مكملات فيتامين د يمكن أن يساعد في تقليل حدة الألم وتحسين الوظائف الحركية للأشخاص المصابين بآلام الظهر.
على الرغم من وجود بعض الأدلة التي تدعم علاقة نقص فيتامين د وآلام الظهر، إلا أنه يجب أن نلاحظ أن العلاقة الدقيقة بينهما لا تزال قيد البحث. لا يعتبر نقص فيتامين د هو السبب الوحيد لآلام الظهر، وهناك العديد من العوامل الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم سبب الألم في الظهر.
بصفة عامة، ينصح بالحصول على كمية كافية من فيتامين د من خلال التعرض لأشعة الشمس المباشرة لمدة قصيرة يوميًا ومن خلال تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين د. وفي حالة النقص المهم، يمكن أن يتم تناول مكملات فيتامين د تحت إشراف الطبيب.
علاوة على ذلك، يوصى بممارسة التمارين الرياضية المناسبة والتمدد العضلي لتقوية العضلات الظهرية وتحسين المرونة. كما ينصح بالحفاظ على وزن صحي وتجنب الجلوس لفترات طويلة والحفاظ على وضعية جيدة أثناء الجلوس والوقوف.
في الختام، نقص فيتامين د قد يكون له دور في ظهور آلام الظهر وتفاقمها، ولكنه ليس العامل الوحيد المسبب لهذه المشكلة. يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق وتحديد العوامل المسببة للألم في الظهر ووضع خطة علاجية مناسبة.