أفادت دراسة أميركية حديثة أنّ النظام الغذائي الذي تتبعه الأمهات أثناء فترة الحمل، يؤثر على إصابة المواليد بحساسية الغذاء أو “الإكزيما”.
وأجرى الدراسة باحثون، بالكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، وعرضوا نتائجها، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للكليّة، الذي يُعقد في الفترة من 7-9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بمدينة هيوستن، في الولايات المتحدة.
وشملت الدراسة مراقبة 158 ألفًا و422 طفلًا، وكان من بينهم أطفال لا يعانون من الحساسية، بالإضافة لآخرين يعانون من نوع إلى 4 أنواع من الحساسية خلال مرحلة الطفولة.
وراقب الفريق 1315 من السيدات الحوامل، وتم تسجيل نظامهن الغذائي أثناء الحمل، وكذلك تاريخهن مع الحساسية، وحددت النتائج عدة عوامل تسهم في إصابة المواليد بالحساسية، تبدأ من فترة الحمل مرورًا بطريقة الولادة، وانتهاءً بالتغذية بعد الولادة.
ووجد الباحثون أن النظام الغذائي المتنوع والصحي للأم أثناء الحمل، يسهم في وقاية مواليدها من الحساسية، وكان الأطفال الذين تغذّت أمهاتهم على أطعمة رديئة وغير متنوعة، وكان لديهن تاريخ عائلي من الإصابة الحساسية، أكثر عرضة للإصابة بـ”الإكزيما” أو حساسية الغذاء أو كلاهما بعمر عامين بنسبة في المائة، كما وجدوا أن الولادة الطبيعية، كانت مرتبطة أيضًا بانخفاض معدل تطور حالات الحساسية بين المواليد، بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت الرضاعة الطبيعية بتقليل تطور الحساسية.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور ديفيد فليشر: “يجب أن تدرك النساء الحوامل، وخاصة المصابات بالحساسية، أنّ نظامهن الغذائي أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على فرص إصابة أطفالهن بـ”الإكزيما” وحساسية الغذاء”.
و”الإكزيما” هي مرض جلدي ناتج عن التهاب الجلد، ويتعلق بفرط التحسس، وينتج عن عوامل وراثية ومناعية وبيئية، ويسبب تهيج الجلد واستثارته للحكة، واحمراره وجفافه لدرجة ظهور تشققات وخشونة وقشرة على الجلد.
أما حساسية الغذاء، فهي عبارة عن رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة على أكل معين، وتظهر هذه الحساسية بشكل سريع أي بعد تناول الطعام المسبب للحساسية في غضون ثوانٍ أو بعد ساعتين كحد أقصى، وتظهر الحساسية كطفح في الجلد، أو ضيق في التنفس، وصعوبة في البلع أو تورّم في الشفاه أو الأسنان أو الحلق، وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وآلام في المعدة، وإسهال.
وهناك 8 أنواع من الغذاء تسبب نحو 90% من حالات حساسية الغذاء، هي الفول السوداني والبندق، والبيض والحليب والقمح وفول الصويا والسمك، والمحار.
وأشارت جمعية الربو والحساسية في أميركا، إلى أن حالات الحساسية إن كانت حساسية أنفية أو حساسية ضد الأطعمة تحتل المركز السادس في أسباب الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة في الولايات المتحدة.
وقد يسهل التشخيص السريع لحالات الحساسية علاجها ويقلل تكلفتها، بالإضافة لإنقاذ الأرواح عبر الاكتشاف المبكر لمسببات الحساسية قبل فوات الأوان.