متابعة – علي معلا
تتفق الجميع على أن الإنجاب هو أعظم نعمة في الحياة. ومع ذلك، يجب أن ندرك أنه يؤثر على العلاقة بين الأزواج ويغيرها بشكل واضح. تتغير طبيعة الحياة وتتحول اهتمامات وأولويات الزوجين بعد الإنجاب.
ومن بين الأمور التي تتغير بعد الإنجاب، يمكن ذكر ما يلي:
1. الحوار والمناقشة:
في البداية، يشترك الزوجان في اتخاذ القرارات حتى في الأمور البسيطة مثل اختيار وجهة العطلة أو هدية الأم أو تغيير السيارة. حتى إذا لم يتفقوا على الرأي، يحاول كل منهما إرضاء الآخر والوصول إلى قرار مناسب.
ومع مرور السنوات بعد الإنجاب، يفقد الزوجان القدرة على المناقشة ويختلفان في العديد من الأمور، حتى في الأمور البسيطة مثل تنظيم يوم العطلة. يرغب الزوج في شيء وترغب الزوجة في شيء آخر، ويضيف الأطفال رغباتهم الخاصة أيضًا.
2. وقت الترفيه:
في البداية، يسعى الزوجان لإرضاء بعضهما البعض ويبذلان جهدًا كبيرًا لجعل الآخر سعيدًا. ولكن بعد الإنجاب، يتغير ذلك. يقضيان وقت الترفيه في حضور أعياد ميلاد أصدقاء الأطفال أو تنظيم أنشطة مدرسية لهم أو مشاهدة أفلام الكرتون معهم.
3. التواصل والحديث:
في البداية، يستمتع الزوجان بالتحدث معًا في شتى المواضيع، بدءًا من النقاشات السياسية وصولًا إلى التعليق على أحدث الأغاني. يناقشان أيضًا مشاكل العمل والمنزل. ولكن بعد الإنجاب، ينعدم الحوار وقد يصل الأمر إلى الصمت الزوجي، باستثناء المحادثات حول احتياجات الأبناء والمنزل، أو شكاوى الزوجة من عدم مذاكرة ابنهما بشكل جيد أو انتقاد الزوج لنظافة المنزل وهكذا.
4. الرومانسية:
الحفاظ على الرومانسية بين الزوجين هو عامل مهم لاستمرار الزواج. في البداية، يفضل الزوجان قضاء الوقت معًا في عشاء رومانسي في المطعم أو الاستمتاع بأضواءالشموع في المنزل. ولكن بعد الإنجاب، يكون هناك تحديات جديدة تؤثر على الرومانسية، مثل الإرهاق الناجم عن الاهتمام بالأطفال وعدم وجود وقت كافٍ للعناية بالعلاقة الزوجية.
5. التوتر والضغوط:
بعد الإنجاب، يزداد التوتر والضغوط على الزوجين. يتطلب رعاية الأطفال الكثير من الجهد والوقت، وقد يؤدي ذلك إلى إرهاقهما وإحساسهما بالاستنزاف العاطفي. قد يؤثر هذا التوتر على العلاقة الزوجية وقد ينشأ صراعات ونقاشات متكررة بينهما.
على الرغم من التحديات المذكورة أعلاه، يمكن للزوجين تجاوزها والعمل على تعزيز علاقتهما بعد الإنجاب. يمكن لهما البحث عن وقت للتواصل والحوار، وتخصيص وقت للرومانسية والاستمتاع بأنشطة مشتركة. يمكن أيضًا للزوجان أن يعملوا على تقاسم المسؤوليات المنزلية ورعاية الأطفال بشكل عادل، وأن يدعما بعضهما البعض في مواجهة التحديات والضغوط الناجمة عن الحياة العائلية.
بالتالي، رغم التغيرات التي يجلبها الإنجاب، يمكن للزوجين أن يحافظا على علاقتهما ويعملوا على تعزيزها من خلال التواصل والتفاهم والتضحية المشتركة.