ركزّت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الخميس، على تعامل الدولة بجدية وشفافية مع مخاطر فيروس “كورونا” المستجد، مشيرةً إلى أن جهودها منذ بداية الأزمة لم تقتصر على الشأن المحلي فقط بل فزعت لتمد يد العون لعدد من الدول الشقيقة والصديقة.
تعاون وجدية وشفافية
فتحت عنوان “تعاون وجدية وشفافية”، أكدت صحيفة “البيان” أنه منذ البداية، ودولة الإمارات تتعامل على أعلى المستويات من الجدية والشفافية، مع المخاطر التي يمثلها فيروس كورونا المستجد على الصحة العامة، وعلى المجالات كافة التي يمكن أن تصلها تداعيات هذا الفيروس، الذي أفزع العالم كله.
وأوضحت أنه يتم التعامل في هذا الشأن، من قبل جميع الجهات المعنية في دولة الإمارات، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، وفقاً لأفضل الأساليب والممارسات الصحية المعتمدة دولياً، كما يتم التواصل بشكل مستمر مع الشركاء، والجهات المعنية كافة في المنطقة والعالم، وإجراء التعديلات اللازمة عند الحصول على معلومات جديدة، أو تغير في الأوضاع عند حدوثها.
وأشارت إلى أن مجلس الوزراء، أثنى في اجتماعه، أول من أمس، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على الجهود التي تقوم بها الجهات الصحية، والهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، في مواجهة «كورونا»، لضمان صحة وسعادة المواطنين والمقيمين، وزوار الإمارات.
وذكرت أن الإمارات تدعم الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا، حيث نقلت الإمدادات والمعدات الطبية لإيران، التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، في إطار جهودها لاحتواء الفيروس، كما عرضت الدولة مساعداتها على الصين وإيطاليا، وغيرهما من الدول التي ظهر فيها هذا الفيروس.
وأضافت في الختام، “بالأمس، تابع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باهتمام، إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات.. وقال سموه: “تابعت باهتمام، إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات، وسيحظون برعاية صحية شاملة، للتأكد من سلامتهم، قبل عودتهم إلى بلدانهم، نشكر الحكومة الصينية على تعاونها، ونثمّن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة، إيماننا راسخ بوحدة المصير الإنساني”.
وطن الإنسانية
من ناحيتها وتحت عنوان “وطن الإنسانية، قالت صحيفة “الاتحاد”: “هذه الإمارات، وطن الإنسانية، دولة العطاء التي طالما آمنت بوحدة المصير الإنساني، وقدمت المبادرات في إطار التعاون الدولي لمواجهة التحديات والخطوب، وها هي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وانطلاقاً من النهج التاريخي للاتحاد، تقدم بشكل عملي ومباشر كل ما يمكنها من مساعدة لمحاصرة انتشار فيروس «كورونا الجديد».
وتابعت تبادر الإمارات، وبالتنسيق مع مختلف الدول الصديقة والشقيقة بإجلاء مواطني هذه الدول الذين وصل عددهم إلى 215، من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي الفيروس، وتقدم لهم أفضل رعاية صحية في المدينة الإنسانية بأبوظبي، في خطوة تؤكد من جديد على الثقة التي توليها هذه الدول للإمارات، وإيمانها بقدرات أبنائها الذين هبوا للتطوع لتقديم العون والمساعدة لأشقائنا وأصدقائنا.
وأكدت في ختام افتتاحيتها أن مواقف الإمارات الإنسانية النبيلة التي لا تلتفت إلى جغرافيا أو عرق أو دين أو جنس، إضافة إلى ما تتمتع به من منظومة رعاية صحية متكاملة، ونجاعة تجربتها بالتعامل مع الإصابات، هي مصدر الثقة العالمية بالإمارات التي وضعت يدها بيد الجميع لتجاوز هذه المحنة، وبعون الله، في وقت قريب.
هذه هي الإمارات.. دائماً
وحول الموضوع نفسه وتحت عنوان “هذه هي الإمارات.. دائماً”، كتبت صحيفة “الخليج: “إنها الإمارات.. لا تكل ولا تمل من أن تزرع الأمل والمحبة والإنسانية حيث يمكن أن تصل على اتساع الدنيا، لأنها تؤمن بالإنسان والإنسانية قيمة تعلو على كل القيم باعتبارها التعبير الحقيقي والصحيح عن وحدة البشر”.
وتابعت الصحيفة: “فالإنسانية بالنسبة للإمارات ليست ديناً، إنما هي رتبة تتجاوز الأديان والألوان والأعراق والأنساب والقوميات، باعتبارها تمثل الكمال الإنساني بأجمل وأرقى معانيه، ولأنها تتعامل مع الإنسان نظيراً لك في الخلق، ويتساوى معك في الكرامة”.
وقالت: “أمام المخاطر التي تحيق بالعالم من جراء تفشي فيروس «كورونا»، وما يخلّفه من ضحايا ومصابين، تهبّ دولة الإمارات كما عهدناها، وعهدها العالم، في طليعة الأمم لتأخذ زمام المبادرة في مواجهة هذا المرض الخبيث، من خلال مبادرات وخطوات استباقية في مختلف ميادين المواجهة في الداخل والخارج. وهي بهذا العمل المتميز والفريد كأنها تأخذ بالمثل الصيني “إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، وإذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنسانية”.
وأضافت: “أجل، الإمارات تزرع الإنسانية في كل حقول العالم، لأنها قامت وتأسست على الإنسانية، ولا تجد غير هذا الزرع في متناول يدها تنثره بذور خير وعطاء، تعزيزاً لنهج كرّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، ومشى على خطاه حكّامنا الأوفياء”.
وقالت: “إذ تعلن دولة الإمارات وقوفها إلى جانب الصين في محنتها من جراء هذا الفيروس، وتساند كل الدول الشقيقة والصديقة في محاربته، وتبادر بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وبأمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى إجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة تفشي هذا الوباء على متن طائرة ضمت 215 شخصاً ، حيث تم تجهيز «المدينة الإنسانية» في أبوظبي لخدمتهم”.
الإمارات وطن الإنسانية
من جانبها وتحت عنوان “الإمارات وطن الإنسانية، قالت صحيفة “الوطن”: “إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد ، وحدة المصير الإنساني، وهو تأكيد نابع من عِظم المسؤولية النبيلة التي تقوم بها دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة وقيمها الأصيلة وثوابت مجتمعها الوطني، وما تريده من محبة وتآلف وانفتاح يعم العالم وتكاتف الجميع في مواجهة الأزمات، وذلك بمناسبة المبادرة الإنسانية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإجلاء 215 من رعايا دول شقيقة وصديقة بناء على طلب حكوماتهم من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس “كورونا المستجد” إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي، وذلك لتقديم الفحوصات والرعاية اللازمة وفق أعلى المعايير العالمية وتأمين عودتهم إلى أوطانهم”.
وأضافت: “في رسالة مفعمة بالحس الأبوي والحنان الإنساني تجاه الذين تم إجلاؤهم من الصين، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة إلى من تم استقبالهم في المدينة الإنسانية بأبوظبي قال فيها: ” ابني/ ابنتي.. ندرك صعوبة مغادرة مكاناً كان لك داراً آمنة، خاصة وأنك تغادره بسبب أزمة غير متوقعة إلى أرض جديدة قد لا تعرف فيها أحداً ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصياً في الإمارات.. نريد أن تطمئن بأنك بين أهلك وأصدقائك، وأنك ضيفاً عزيزاً مكرماً، وسنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة، وكل ما يلزمك لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى كان ذلك آمناً لك.. حللت أهلاً ونزلت سهلاً”.
وذكرت أن الاستجابة الإنسانية بتوجيهات القيادة الرشيدة، والتي تمت بناء على طلب من حكومات عدد من الدول، تعكس الثقة المطلقة بإنسانية الإمارات وقدراتها المتفردة وشجاعتها في اتخاذ القرارات التي تقف مع الإنسان في كل مكان وزمان، وهي مواقف نبيلة ومشرفة تجسد مكانة الدولة الرائدة ومسارعتها لتلبية كل طلب فيه إغاثة لمن ينتظرون الدعم والمؤازرة في الظروف الصعبة التي يجدون أنفسهم بها، وذلك ضمن مسيرة إنجازات لا تعرف الحدود، فالدعم الإنساني من ثوابت الدولة في تأكيد دائم على الوجه المشرف للقيم والخصال التي تعكس صورة حقيقية لثوابت المجتمع الوطني الإماراتي.
ولفتت إلى أن المبادرة الكريمة قامت بها فرق تطوعية تؤمن بضرورة مد اليد للآخر والمساعدة لعمل الخير ونقل جانب من الصورة الحضارية لدولة الإمارات وترجمتها على أرض الواقع بأفعال تصنع الفارق لمصلحة الإنسان المحتاج وتجسده كغاية وهدف نبيل وتعمل على تقديم كل ما يمكن لتحقيق النتائج الإيجابية التي يتم العمل عليها.
وقالت: “إن ما تمتلكه الإمارات من قدرات وإمكانات وكفاءات وطنية مؤهلة وقلوب عامرة بالخير والمحبة وعزيمة لا تلين على اتخاذ القرارات الشجاعة، رسخ تفردها الإنساني على الساحة الدولية وجعل نهجها مثالاً ونموذجاً في عمل المواقف التاريخية اللازمة بالشراكة مع كل من يؤمن بمكانة الإنسان الذي هو الهدف الأسمى للتحرك الفعال، واليوم فإن توجيهات القيادة الرشيدة تصب في صالح العالقين الذين تم نقلهم إلى أبوظبي عاصمة الإنسانية، وذات الأمر لعائلاتهم ودولهم بحيث يحظون بكل الرعاية اللازمة لتكون السلامة النتيجة الأكيدة للجهود المباركة التي تقوم بها الدولة، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالقول: ” تابعت باهتمام إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات، سيحظون برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم، نشكر الحكومة الصينية على تعاونها ونثمن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة، إيماننا راسخ بوحدة المصير الإنساني”.
واختتمت “الوطن” افتتاحياتها بالقول: “هكذا تمضي الدولة في مسيرتها المشرفة تجابه التحديات وتنثر الخير وجسور المحبة والسلام .. وتنهي المخاوف وترسخ الأمل للجميع بأن يد الخير حاضرة حيث يجب”.