الشارقة
زهير بن جمعه الغزال
الشاعر محمد العياف العموش شاعر مبدع في حضوره وفي التنافس الشعري الابداعي في ميدان الشعر يسعدنا ان يكون ضيفنا في هذا الحوار
() لكل شاعر امتداد ونقطة ميلاد، هل كان في مسقط رأسك أو بيئتك أو في عائلتك من كنت له وريث المشاعر ومحكم للشعور لتكون شاعرا.
يُولدُ الشّاعرُ شاعراً ، ويُصطفى اصطفاءً ، ثمّ تأتي مرحلةُ البلوغ، ثمّ يشتدّ عضدُ اللغة والخيال والتصاوير ، وكلُّ ذلك يعتمدُ على البيئة ، ابتداءً من البيت والحارة والمدينة والوطن والعالم ، وأنا ككلّ الشعراء مررتُ وأمرُّ بهذه الأطوار وما زلتُ أتطوّرُ ، لكن لم يكن في أسرتي شاعرٌ لكنني حظيتُ بطفولة جيدة في البيت، ورعاية طيبة.
() ما الذي يقودك لتحاكي مخاض الشعر هل الإيقاع أم موسيقى الشعر أم كليهما ؟
الإيقاع وموسيقى الشعر إغراءانِ جميلانِ ولا بدّ منهما لكلّ شاعر ، لكنّ الذي قادني ويقودني إلى مخاضات الشعر الجميلة والمؤلمة في ذات الوقت هو الوجع الذاتيّ والإنسانيّ ، لذلك أسعى إلا ترجمة هذه المخاضات أصالةً عن نفسي ونيابةً عن الإنسانية ، ولأعيدَ التوازنَ للحياة والناس.
() هل تكتب رسالتك أم مشاعرك فقط على قالب شعري ؟
أجزمُ أنّ المشاعرَ رسالةٌ كذلك ، فليس ما يهمّ الشاعرَ هو مشاعرهُ الذاتية فقط بل الرسالة التي يريدُ توصيلها من خلالِ هذه المشاعر ، وهنا يتماهى الخاصُّ مع العامِّ ، ويصبح الشعرُ بريداً لإيصالِ كليهما ، فمواضيع مثل الأمّ والأب والألم والفرح والوطن… كلها مشاعر ورسائل.
() هل تنتمي لمدرسة شعرية معينة أو ثمت تصنيف لميولك الشعري ؟
هذا سؤالٌ قد يجيبُ عليه المتلقونَ لشعري والدّارسون له ، ومع ذلك أستطيع أن أقولَ إنني من مدرسة الشعر العمودي الخليليّ الذي يجمع بين الأصالة والحداثة ويبتعد عن الكلاسيكية المُغرقة ، فهذا العصر يحتاج أن تكون القصيدة ليّنةً واسعة تتعاطى مع التطوّر الهائل في كل شيء
() الشاعر ميل نظمي معين أو يسكب على قالب شعري معين هل يقودك الوزن والبحر والقافية أم هي راحلتك الإبداعية تقود الطريق ؟
ربما في البدايات نعم ، ككل شاعر مبتدِئ يميل للقوالب النظمية ، ثم حين يشتدّ جناحاهُ ويبدأ رحلة الطيران فلا بدّ منْ صنع بصمة خاصة به ، وهذا محكومٌ بعوامل الثقافة والتجربة والخبرة وحينئذٍ تصبح القصيدةُ بُراقاً يعرجُ في سماوات المعنى.
() ماهو القالب الشعري الأقرب لنفسك الفخر، الحماسة، الغزل، أم أغراض معينة تحب أن تصيغ قصيدتك عليها ؟
الشاعرُ الحقيقيّ يمارسُ كلَّ هذه المواضيع ، ولكن يميلُ إلى جهة معينة أحياناً ، وأنا تغويني المواضيع الإنسانية كالحبّ والألم والطفولة والحرية.
() كيف ترى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر ؟
هل لك طريق لهذا النوع من الكتابة ؟
لي تجاربٌ في جميل في القصيدة التفعيلة ، وأعشقُ هذا النوع ، لأنّ فيه موسيقى وقافية ، أمّا قصيدةُ النثر فلم أكتبْها لكنني أستمتعُ بها مع تحفّظي على تسميتها قصيدة.
() ما الذي يؤثر فيك لتكتب قصيدتك هل هو الموقف أو الهم الذاتي الذي بداخلك ؟
لا شكّ أنّ الشاعرَ ابنُ بيئتهِ ، ولا يعيشُ منفرداً ، ومن هنا فالمواضيعُ الذاتية تكادُ تكونُ عامّةً ، والقصيدة حين تنطلق من الذات فإنّها تصبّ في بحر المجموع الإنسانيّ.
() إلى أي مدى تقودك القصيدة الفصيحة هل تعبر عنك بشكل جيد أم تجد جمهورك أو الفئة المستهدفة لهذه القصيدة تأخذك لتصنع مايريدون منك ؟
القصيدةُ صورةٌ طبقُ الأصل عن الشاعر ، وهي التي تعبّرُ عنه ، باستثناءِ بعض مواضيع المسابقات والتي تضعُ شروطاً قد تُقيّدُ الشاعر.
() هل شعراء المعلقات لهم أثر ما عليك ؟
بكلّ تأكيد ، وكذلك الشعر العربيّ القديم من غير المعلقات وفي كلّ العصور العربية والإسلامية ، لكنني أطوّرُ لغتي دائماً لتستوعبَ الحديث وتطوّر العصر.
() هل تجد وجودك في مثل هذا المهرجان صلة بالرسالة الإنسانية التي حكمت قصيدتك ومفرداتك وتكون بها أثر تفاعلك مع الحدث ؟
بلا شكّ ، فهذا المهرجان جمعَ ويجمعُ نخبة الشعراء من الأقطار العربية ، ولكلّ شاعرٍ طريقتهُ وأدواتهُ في التعبير عمّا يجولُ في خاطرهِ تجاه الحياة ومآسيها وآمالها
وكلّما لامسَ الشاعرُ هذه الحياة أكثر كلّما كان مؤثّراً أكثر وتفاعلَ الجمهورُ معه أكثر.
() ماذا تعني لك المقاطع الشعرية لحظة الإلقاء الشعري حين نتحدث عن المطلع للقصيدة المبتكرة بعيدا عن عادة الشعراء في استهلال قصائدهم ؟
() هل القافية في وقتنا الحالي مجال لدهشة المستمع ولفت لانتباه الشعراء حين يقدم شاعر متمكن قافية نادرة أو ذات إيقاع جديد الحبكة؟
هذا سيفٌ ذو حدّين ، فقد يمتطي الشاعرُ قافية صعبة ويكونُ فارساً كبيراً يُذهلُ المستمعين ، وقد يسقطُ عن ظهر القافية ويخذلهُ المضمار ، عن نفسي فأنا أعشق القافية الصعبة ، ولذلك كتبتُ عليه قوافي الخاء والضاد…
() هل تعتبر القصيدة العمودية الكلاسيكية ذات نمط مستهلك ومجرد قالب يركب عليه الشاعر أم أن الحداثة والتجديد أخذ مأخذ فيها ؟
كثيراً ما تمّ توجيهُ سهام اللّوم والانتقاد للشعر العمودي أنّهُ جامدٌ ولا يستوعبُ التطوّرَ الهائل للحياة ، وهناك شيءٌ من الصحّة في ذلك ولكنّ كثيرا من شعراء العمود استطاعوا تذليل الوزن والقافية فصارت قصائدُهم غايةً في الحداثية وجميلة جدا ، والأمر يعتمد على مهارة وثقافة الشاعر.
() هل توجد قصائد تم كتابتها خاصة بحدث المهرجان خصيصا هذا العام ؟
نعم ، وستسمعونها بإذن الله في الأمسية حين يأتي دوري ، وهي قصيدة عن دور هذا المهرجان الكبير في جمع الشمل الشعريّ العربيّ
() يقال أن لكل شاعر طقوس للكتابة والإلهام فهل لك طقس خاص يمكن أن تكشفه لنا لبناء قصيدة ؟
() من هم أبرز الشعراء المعاصرين في رأيك وهل توجد قصائد ما تعتبرها معلقة هذا الزمن ؟
هذا سؤالٌ ورطةٌ ، فأنتَ بذلك سيدي تستدرجُ الشاعرَ ليكشفَ حالة الجنون والنزق التي تصاحبُ ولادة القصيدة ، ومع ذلك فليس الهدوء والجلوس على البحر هو الذي يجلبُ القصيدة فأنا كتبتُ أجمل قصائدي في زحام الشارع والنّاس.
() الشواهد على العصر كثيرة هل توجد قصيدة فصحى حاليا شاهد على العصر ؟
لا يمكنُ لقصيدة واحدة أن تكون كذلك ، فالآمال والآلام كثيرة جدا ومتعددة ومن هنا لا يمكن لشاعر أنْ يحيط بكلّ هذا في قصيدة ولا حتى ديوان.
() هل الشاعر الفصيح مظلوم إعلاميًا وحضوريًا مقارنة بشعراء النبط والشعر الشعبي الأكثر تداول بين الناس ؟
أعتقدُ نعم ، هناك نوعٌ من الظلم الإعلاميّ يقعُ على الشعر الفصيح مقارنة بالنبطيّ ، ولكن بدأنا نرى مؤخراً اتّساعَ رؤية الضوء التي تغطي الشعر الفصيح ، وهذا المهرجان الكبير خيرُ دليلٍ على ذلك، كذلك هذا الحوار الجميل وهذه التغطية منك أستاذنا الإعلاميّ الرائع زهير الغزال دليلٌ على أنّ هناك من يمنحُ الشعر الفصيح فسحةً جميلةً ليرى الألق.
وهذه السيرة الذاتية :
الشاعر محمد العيّاف ( العموش) ، مواليد قرية ديرورق / محافظة المفرق ، عام ١٩٧١ ، حاصل على درجة
البكالوريوس في الدراسات لإسلامية / الجامعةالأردنية / عمّان / 1993
الماجستير في الدراسات والثقافة الإسلامية والقانونية من جامعة السلطان زين العابدين / ماليزيا .
– المركز السادس في مسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي الموسم الثاني عام ٢٠٠٨ م
– المركز الأول في مسابقة الشعر الفصيح والتي أقامتها نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم في الأردن 2017
– من ضمن العشرين شاعراً المتأهلين لمسابقة عكاظ للشعر الفصيح / الطائف / المملكة العربية السعودية 2019
– الفوز بجائزة حبيب الزيودي / 2022
– الفوز بقلادة الجواهري دورة الشاعر عبدالوهاب البياتي، 2023 والتي أقامها الصالون الثقافي منتدى الخريجين العراقيين /استراليا
– الفوز بجائزة القوافي الذهبية / مجلة القوافي / الشارقة /2023
– شاركتُ في عدة مهرجانات داخلية وخارجية ( الإمارات العربية، مصر، تركيا) وتمّ تكريمي في العديد منها .
– لي ديوانا شعرٍ مطبوعان بعنوان ( الصّافنات الجياع ) عام ٢٠١٦ م
–
– ( أحـْـزَنُ القَصَص) 2022