الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح الاستاذ – إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
لعل من بين أكثر الأمثال الشعبية في الخليج شهرة الذي يقول «برد الستين مثل ذبح السكين»، والذي يعبّر عن شدة البرد خلال الفترة من 12 الى 24 يناير من كل عام و التي تعتبر منتصف الشتاء وذروة البرودة، ذروة البرودة هذه تكون السمة العامة للاجواء خلال هذه الفترة رغم أن ذلك لا يمنع أن تؤثر موجة باردة تنخفض فيها درجات الحرارة دون ذلك في اي وقت من الشتاء .
إن التقويم التراثي في أو الحساب الفلكي لدى أهل الخليج يشير إلى أن ذروة البرد تكون خلال «در الستين» من «مائة الشتاء» من تقويم الدرور، وهي عشرة ايام تقع بين 12 الى 24 يناير على اختلاف أهل التقويم وهو اختلاف بسيط لا يؤثر على كفاءة التقويم، وتستمر فترة الدر مدة عشرة أيام توصف بشدة البرد وذروته.
فصل الشتاء يمر بفترتين “أربعين المريعي “و”أربعين العقربي” و مدة كل منهما 40 يوماً .
تبدأ فترة الاربعين المريعي مع بداية در الأربعين أي بحدود 28 ديسمبر وبردها يكون أشد، وتتسم كذلك بشدة البرودة وتساقط الأمطار التي تتصف بكونها ديمة أو مستمرة لعدة أيام، واشتداد الريح الباردة، خصوصاً رياح الشمال، والنعشي، وتصبح ذات عواء كصوت الذئاب، حتى أنه يطلق عليها «العوي»، وتوصف بشدة البرد وتوغله باطن الأرض وداخل البيوت ويتشكل الصقيع صباحاً، و ينمو العشب و تجود المراعي .
ومن ثم تكون «الأربعين العقربي» تبدا بحدود 6 فبراير والموصوفة بكثرة أمطارها وشموليتها، يقولون ” العقربي تسقي بر و بحر ” ، و امطارها تأخذ سمة الأمطار الرعدية، و يتكرر وصول المنخفضات الجوية التي تصاحبها تقلبات جوية ، و تنتهي في 8 مارس حيث يبدأ موسم السرايات و هي التقلبات او الاضطرابات الجوية الربيعية.
وبين الاربعين المريعي و الاربعين العقربي عشرة أيام لا تتمايز الأجواء فيها و لم تحسم أمرها بين الاربعين المريعي أو الاربعين عقربي ..يطلق عليها ” الحسوم “.
الدرور هو تقويم قديم عمل به أهل الخليج العربي وبدايته من طلوع سهيل وتلمس انكسار حرارة القيظ وينقسم إلى أربعة فصول رئيسية : الصفري، الشتاء، الصيف، ولكل منها مئة يوم تقسم على عشرة درور مدة كل در 10 أيام، ثم القيظ وله ستة درور تتبعه «المساريق» وهي خمسة أيام تكمل لها أيام السنة 365 يوماً.