متابعة – مروة البطة
حذرت دراسة من خطورة استخدام الهاتف في أوقات الراحة من العمل، مشيرة إلى وجود علاقة بين ممارسة تلك العادة وبين فرص الإصابة بالإرهاق العصبي وتراجع الأداء الذهني للمرء.
فقد اعتاد الكثيرون النظر للهاتف مطولا، لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو لقراءة رسائل البريد الإلكتروني، أو حتى لممارسة بعض الألعاب الإلكترونية، في عادة تبدو خطورتها شديدة للغاية، عند القيام بها في أوقات الراحة من العمل، وفقا لدراسة حديثة.
توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة روتجرز الأمريكية، إلى أن العادة التي يتبعها الملايين من البشر حول العالم، والمتمثلة في استخدام الهاتف الذكي بين دقائق الراحة من العمل، من أجل تصفح الإنترنت أو لممارسة الألعاب الإلكترونية، تأتي بنتائج شديدة السلبية على الصحة الذهنية والعقلية للمرء.
وأوضحت الدراسة الأمريكية، أن استخدام الهاتف في أوقات الراحة لا يعطي الفرصة اللازمة للمخ من أجل الحصول على راحته هو أيضا، بل على العكس من ذلك، يؤدي ذلك إلى معاناته من الإرهاق الشديد، ومن ثم يعاني المرء من تراجع الأداء في العمل.
وخلال الدراسة استعان باحثو جامعة روتجرز، بنحو 422 طالبا من تلك الجامعة الأمريكية، حيث طلب منهم حل أحجية Puzzle مكونة من 20 كلمة، مع تقسيم الطلاب إلى 3 مجموعات مختلفة، الأولى حصلت على بعض الدقائق من الراحة، لتقوم خلالها بالتسوق الإلكتروني من خلال الهواتف، والثانية حصلت على الراحة نفسها ولكن للقيام ببعض النشاطات الورقية، والثالثة لم تحصل على راحة من الأساس.
وجد الباحثون أن المجموعة الأولى، والتي استغلت وقت الراحة في التسوق الإلكتروني، عانت من أعلى درجات الإرهاق العصبي، وبالمقارنة بالمجموعتين الثانية والثالية، حيث عانوا كثيرا عند العودة لاستكمال مهمة حل الأحجية الموكلة إليهم، بل وتأخروا في الوصول للحل بنسبة 19%، مع عدم تمكنهم من بلوغ النتيجة النهائية بنسبة 22% أقل من المجموعتين الثانية والثالثة.
تقول تيري كورتزبرج، وهي الباحثة المسؤولة عن الدراسة وكذلك أستاذة إدارة الأعمال بجامعة روتجرز: «أصبح استخدام الهاتف بين أوقات العمل سلوكا شائعا للغاية، ما يتطلب إذا معرفة الخسائر التي تعود على المرء حينئذ، والتي يظهر من بينها التشتت الواضح الذي يقلل من فرص إتمام المهام بنفس الكفاءة، مع العودة للعمل من جديد»، لتختتم حديثها بالتأكيد على أن استخدام الهاتف أصبح مثل الإدمان لدى الكثيرين، ويستحق الانتباه قبل فوات الأوان.