متابعة – مروة البطة
يمنح كل أبوين جهدهما في تربية أطفالهم ولكن هذا لا يعني أنهم لا يقترفون بعض الأخطاء التي تزعزع تلك التربية، فهناك أخطاء يفعلها الأبون دون قصد من شأنها أن تحفز غضب الأطفال مما قد يؤثر بشكل كبير على شخصيتهم.
من تلك الأخطاء:
التحفيز الزائد
بينما يبدو تحفيز الطفل على الحركة باستمرار وممارسة الكثير من الأنشطة المفيدة خارج المنزل مطلوبا، فإن هذا السلوك قد يؤثر بالسلب على حالته النفسية، حينما يمارس الكثير من النشاطات المجهدة ويتعرض طوال الوقت للأصوات العالية، ما يعد من عوامل تحفيز نوبات الغضب عند الأطفال وبعكس ما هو متوقع، ليكشف ذلك عن ضرورة الاتزان وعدم المبالغة في تحفيز الطفل على ممارسة الأنشطة.
مقابلة الغضب بالغضب
يفقد بعض الآباء السيطرة على مشاعرهم حينما يشاهدون نوبات الغضب عند الأطفال، ممثلة في إلقاء ألعابهم أرضا على سبيل المثال، حينها يصرخ الأب في الطفل وخاصة إن كان أعطاه الأمر مسبقا بعدم تكرار هذا الخطأ، وهو رد الفعل غير المناسب من جانب الأب، والذي لا يدرك أن قدرة الإنسان على السيطرة على الأفعال لا تتطور بالشكل المطلوب قبل سنوات المراهقة، لذا يعد الهدوء والاتزان عند التعامل مع الطفل هو الخيار الوحيد المتاح في تلك الحالة.
كبت المشاعر السلبية
لا يقوى الأطفال على كتم مشاعرهم السلبية في مواقف الحياة المختلفة، لذا تعد مواجهة الأبوين للحظات تفريغ الطفل شحنة غضبه بأسلوب الوعيد والتهديد من الأخطاء الساذجة، إذ يحتاج في هذا الوقت لإخراج ما في جعبته من مشاعر سلبية بدلا من محاولة كتمها، ما يتطلب إذن خلق الجو المناسب له من أجل التحدث بحرية ودون خوف.
عدم السعي للفهم
في وقت يشعر فيه البالغون بسوء المزاج أحيانا، نظرا لعدم النوم بالشكل الكافي أو بسبب المعاناة من التوتر الزائد أو حتى عند التعرض للجوع الشديد، فإن الأطفال أيضا تنتابهم تلك الأزمة أحيانا، ولكن الفارق هنا هو أن الطفل لن يستطيع شرح سبب معاناته، ما يتطلب عدم اكتفاء الآباء بالاستفسار عن سبب انفعال الطفل بقدر محاولة فهم ما يعكر صفوه، سواء كان شعوره بالجوع أو قلة نومه أو غيرها من الأسباب التي تزيد نوبات الغضب عند الأطفال.
تقييد الحركة
يعاني الكثير من الآباء من كثرة حركة الأطفال، ليطالبوهم في كثير من الأوقات بالجلوس وعدم الحركة ولو لبعض الوقت، رغم أن هذه الأوامر لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع طبيعة الطفل الراغبة في ممارسة الأنشطة الحركية لأغلب أوقات اليوم، لذا ينصح بدلا من تقييد حركة الأطفال بدعمهم عبر زيارة الأماكن العامة وتحفيزهم على ممارسة الرياضة، للاستفادة من الطاقة الكامنة والتي قد تصبح من عوامل زيادة نوبات الغضب عند الأطفال إن بقيت بلا استخدام آمن.
تجاهل الهوايات
ربما يظن الآباء أحيانا أن الهوايات التي يفضلها الطفل غير مناسبة له أو ربما غير مفيدة بالشكل الكافي، فيما يتبين أن دعم تلك الرغبات يخلق للطفل فرصا غير متوقعة في النجاح مستقبلا، ما يتطلب مساعدة الطفل على تنمية المواهب الخاصة به، وعدم تجاهلها طالما لن تسبب له أي ضرر.
عدم المساعدة على الاستقلالية
تعد عدم إتاحة الفرصة من أجل اتخاذ القرارات دون مساعدة، من العوامل وراء نوبات الغضب عند الأطفال، حيث يحتاج الطفل ومهما كان صغيرا لأن يشعر بأنه صاحب قرار، ليكشف ذلك أحيانا عن ضرورة عدم تقديم المساعدة للطفل إن لم يطلبها، نظرا لأنه قد يرغب في إكمال المهمة الخاصة به وحده حتى يشعر باستقلاليته.