متابعة-جودت نصري
يعد ارتجاع المريء عند الرضع من الأعراض الشائعة، لكنه يسبب عدم راحة للرضيع وألمًا وشعورًا بعدم الراحة. وتعني كلمة الارتجاع عودة السائل الحمضي الموجود في المعدة إلى المريء، وعادة ما يسبب وجوده الشعور بالألم الشديد. ولا ننكر أن التعبير العامي لهذا الألم هو: “الحرق”. «يعتبر بليغًا؛ حيث تعتبر الأحماض بشكل عام مادة كاوية، على الرغم من أهميتها للمعدة وهضم الطعام.
وفي التقرير التالي سنتعرف على أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال وأعراضه وطرق تشخيصه…ثم طرق علاجه المختلفة.
أسباب الارتجاع المريئي
يعمل الصمام الموجود في نهاية المريء وبداية المعدة على تنظيم عملية الهضم، بحيث يحدث ارتخاء للعضلات المتحكمة في هذه الفتحة أثناء عملية البلع، ما يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة.. وبعد المرور تقوم تلك العضلات بالانقباض مرة أخرى ما يمنع وصول السائل أو ارتجاعه مرة أخرى.. وهناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث هذا الارتجاع مثل:
العامل الجيني، أو البدانة، وهي تلعب دوراً هاماً في زيادة احتمالية الارتجاع نتيجة لزيادة الضغط على البطن.
كما يمكن أن يكون هناك تأخراً في نمو العضلات المبطنة للصمامات..والتي تساعدها على القيام بوظيفتها لدى الرضع.
ولادة الطفل بعيب خلقي مثل الشلل الدماغي، والذي يمكن أن يؤدي إلى خلل عصبي يؤثر على العضلات القابضة.
أو في حالة تعرض الطفل باستمرار للتدخين السلبي..مما يؤثر على الجهاز الهضمي لديه.
كما ان بعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة الحمضية والارتجاع، مثل الأدوية المسكنة، والتي يمكن أن تلجأ إليها العديد من الأمهات لأسباب الآلام المختلفة.
أعراض الارتجاع
تختلف في الأطفال بشكل كبير وتتراوح في شدتها تبعا للعمر، والأطفال الصغار يشعرون بأعراض بسيطة مثل: الإحساس بطعم الطعام في الفم أو الشعور بطعم لاذع في الحلق.
أما الأكبر عمرا فيمكن أن يشعروا بإحساس الحرقان في منتصف الصدر، كما أن رائحة النفس تكون غير مستحبة، ويمكن أن يحدث قيء أو شعور بالغثيان وصعوبة في البلع.
وفي بعض الأحيان يكون الألم شديداً ويسبب البكاء ،كما يمكن أن يحدث تجشؤ، وفي الحالات الحادة التي تكون فيها قرح بالمعدة، يمكن أن يظهر دم في البراز أو في حفاظ الطفل، ويعاني الطفل من الألم بعد إطعامه.
التشخيص والعلاج
في الأغلب يعتمد تشخيص الارتجاع على الأعراض والتاريخ المرضي من خلال وصف الأم.
وإذا لم يتم التحسن بعد تغيير نوعية الطعام، والعلاج المضاد للحموضة، يلجأ الطبيب إلى عمل عدة فحوصات مثل:
أشعة على المريء.. يقوم فيها الطفل بشرب مادة معينة عبارة عن صبغة توضح المريء من الداخل.
وفي الأطفال الصغار يتم خلط هذه الصبغة مع الحليب الصناعي، لقياس حمضية المعدة ومعرفة إذا كانت في ازدياد من عدمه.
وإذا لم يتم التحسن يقوم الطبيب بعمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وأخذ عينة وهو التشخيص الأدق.
حيث يمكن بوضوح معرفة السبب إذا كان ضعفاً في الطبقة المخاطية المبطنة لجدار المعدة والمريء.. أم لا!
أما العلاج فيشمل:
تغيير نمط الحياة وتغيير نمط الغذاء، وهما عاملان يحددان طريقة التعامل مع الارتجاع في الأطفال.
ويشملان تخفيف المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الأحماض؛ مثل عصائر البرتقال أو الليمون وكذلك الأغذية التي تحتوي على التوابل الحارة.
كما يجب أن تكون الوجبات غير مشبّعة بالدهون وصغيرة، مع محاولة خفض الوزن في الأطفال الذين يعانون من السمنة.
ويفضل بعد تناول الوجبات أن يكون الطفل في الوضع القائم؛ بمعنى ألا يذهب للنوم مباشرة بعد تناول الطعام.
ويفضل أن يكون الطفل نائماً بشكل غير مستقيم، بحيث تكون الرأس مرتفعة حتى لا يساعد وضع النوم في رجوع الحمض إلى المريء.
العلاج بالأدوية
إذا لم يتم التحسن بعد تغيير نوعية الطعام ونمط الحياة، يتم استخدام الأدوية التي تعادل حموضة المعدة ، وتستخدم لفترة قصيرة وتؤدي إلى التحسن الفوري للأعراض.
وهذه الأدوية لا تؤثر على تكرار نوبات الارتجاع والحموضة ولكن تخفف من آلامها، كما تحسن الأعراض بشكل فوري، ولكن لا يجب أن تستخدم هذه الأدوية لفترات طويلة في الأطفال.
في حالة استمرار عدم التحسن يمكن اللجوء إلى الأدوية التي تقوم بتقليل إفراز حمض المعدة وأيضاً هذه الأدوية يجب التقليل من فترة استخدامها؛ حيث إن هذه الأدوية لها تأثير ضار على صحة العظام.
يفضل أن يكون العلاج الدوائي هو الحل الأخير ، ويجب أن تتحلى الأم بالصبر حيث إن الأعراض تتحسن في مدة يمكن أن تصل إلى 6 شهور بعد استخدام الاحتياطات الخاصة وتغيير نمط الحياة.
كما يجب أن تتحاشى الأمهات استخدام الأدوية إلا للضرورة الطبية، والتي يتم وصفها من قبل الطبيب فقط؛ حتى لا تعرض الطفل لخطر الارتجاع.