متابعة-جودت نصري
أمراض القلب الخلقية عند الأطفال شائعة عندما يكون الطفل صغيراً، وتعني وجود مشكلة أو خلل في القلب عند ولادة الطفل. وهي ليست خطيرة، ويمكن علاجها عن طريق الجراحة، والتي تتيح للطفل بعد ذلك أن يعيش حياة طبيعية دون مشاكل صحية. كما أتاح التقدم العلمي الطبي تشخيص أمراض القلب الخلقية عندما يكون الطفل جنينًا في بطن أمه، أو عند ولادته مباشرة. وفي بعض الحالات يتم اكتشافه عند وصول الطفل إلى سن البلوغ. كلما تم اكتشاف المرض مبكرا، كان العلاج أسهل وكانت النتائج أفضل.
أسباب أمراض القلب الخلقية عند الأطفال
على الرغم من التقدم العلمي في الطب إلا أن الأطباء لا يستطيعون معرفة السبب الحقيقي للإصابة بأمراض القلب الخلقية، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالات الإصابة به، والتي تتمثل في:
وجود اضطرابات أو مشاكل في الجينات عند الأطفال مثل الإصابة بمتلازمة داون، حيث تصل نسبة الاحتمالات لـ50 بالمائة.
أن تكون الأم في بيت يكثر فيه التدخين خلال فترة الحمل، والذي يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للطفل، وممكن أن يؤدي لمشاكل أخرى في النمو.
وقد تسبب بعض الأدوية التي يمكن أن تتناولها الحامل خلال فترة الحمل، في حدوث تشوهات خلقية للجنين، لذلك من الضروري استشارة الطبيب المتابع.
الإصابة بعدوى فيروسية؛ مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية خلال ثلاثة الأشهر الأولى من الحمل.
كما أن إصابة الحامل بمرض السكري، قد تكون سبباً في إصابة الطفل بمشكلة خلقية في القلب.
أنواع أمراض القلب الخلقية
عيوب صمام القلب
قد يكون الصمام ضيقاً جداً أو مغلقاً تماماً، ما يجعل هناك صعوبة في مرور الدم للقلب من خلاله، أو أن يكون الصمام به مشكلة في الغلق، مما يجعل الدم يخرج بشكل غير صحيح.
مشاكل في جدران القلب
إن وجود مشاكل في جدران الحجرات الموجودة في القلب، يتسبب في عدم تنظيم عملية ضخ الدم أو استقباله أو اختلاط نوعي الدم، بالتالي يتسبب في حدوث المشكلة.
مشاكل في عضلة القلب
أي فشل عضلة القلب، بمعنى أن تكون العضلة غير قادرة على ضخ الدم بشكل جيد، لوجود مشكلة في الوصلات بين الأوعية الدموية، والتي قد تتسبب في عدم تنظيم عملية ضخ الدم أو استقباله بشكل صحيح.
أعراض أمراض القلب الخلقية عند الصغار
تظهر أعراض القلب الخلقية بعد الولادة مباشرة
تتنوع أعراض أمراض القلب الخلقية عند الأطفال، لكن تتفق كلها في الظهور مبكراً؛ بعد الولادة مباشرةً أو حتى قبل الولادة أيضاً، وتتمثل الأعراض في النقاط الآتية: زرقان أظافر وجلد وشفتي الطفل؛ بسبب وجود نقص في الدم المؤكسد عند الطفل.
التنفس السريع..سوء التغذية..زيادة وزن الطفل بصعوبة…التهاب الرئة..وعدم القدرة على ممارسة الرياضة.
كيفية تشخيص أمراض القلب الخلقية
يتم تشخيص أمراض القلب الخلقية عند الأطفال على حسب مراحلهم العمرية.
مرحلة ما قبل الولادة:
يتم تشخيص الطفل من خلال..مخطط صدى القلب للجنين..اختبار الجينات.
مرحلة الطفولة:
من خلال مخطط صدى القلب..مخطط كهربية القلب..الأشعة السينية للصدر.
التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
قياس النبض..قسطرة القلب.
علاج أمراض القلب الخلقية
يعتمد علاج مرض القلب الخلقي على نوعه وشدته…قد يعاني بعض الأطفال من عيوب خفيفة في القلب تتعافى من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.. وقد يعاني البعض الآخر من عيوب خطيرة تتطلب علاجاً مكثفاً، في هذه الحالات يشمل العلاج ما يلي:
يمكن أن تساعد أدوية القلب على العمل بكفاءة أكبر، ويمكن أيضاً استخدام بعضها لمنع تكون جلطات الدم، أو للتحكم في ضربات القلب غير المنتظمة.
يمكن منع بعض المضاعفات المرتبطة بعيوب القلب الخلقية، باستخدام أجهزة معينة بما في ذلك أجهزة تنظيم ضربات القلب المزروعة، والتي تساعد على تصحيح ضربات القلب غير المنتظمة التي تهدد حياة الطفل.
القسطرة..تسمح تقنيات القسطرة للأطباء بإصلاح بعض عيوب القلب الخلقية دون فتح الصدر والقلب جراحياً، عن طريق إدخال أنبوب رفيع في وريد في الساق وتوجيهه إلى القلب.
عملية القلب المفتوح..قد يكون هذا النوع من الجراحة ضرورياً إذا لم تكن إجراءات القسطرة كافية لإصلاح العيب الخلقي في القلب.
قد يقوم الجراح بإجراء جراحة القلب المفتوح لإغلاق ثقوب في القلب أو إصلاح صمامات القلب أو توسيع الأوعية الدموية.
زرع قلب..قد تكون هناك حاجة لعملية زرع قلب في حالات نادرة يكون فيها عيب القلب الخلقي معقداً للغاية بحيث يتعذر إصلاحه، خلال هذا الإجراء يتم استبدال قلب الطفل بقلب سليم من متبرع.