متابعة-جودت نصري

فقر الدم، أو انخفاض الهيموجلوبين أثناء الحمل، هو حالة شائعة أثناء الحمل، ولها آثار سلبية على صحة الأم والطفل. ولمعالجة ارتفاع معدل انتشار نقص الهيموجلوبين لدى النساء الحوامل، من الضروري تحسين التغذية والحصول على خدمات الرعاية الصحية اللازمة، وإجراء الفحوصات والعلاج المنتظم، مع اتباع الأساليب المناسبة. الوقاية والعلاج المناسبين؛ بهدف تقليل المخاطر والحفاظ على سلامة الأم والطفل.

ما هو الهيموجلوبين؟
يُعرف الهيموجلوبين بأنه البروتين الذي يحمل الحديد في الدم ويوجد في كريات الدم الحمراء…ويمثل الهيموجلوبين حوالي 94% من مكونات الكريات الدم الحمراء الجافة.
ويتواجد الهيموجلوبين في خلايا الرئتين، وفي خلايا الكليتين، وكذلك في الخلايا البلعمية…ومن وظائف الهيموجلوبين الحفاظ على شكل خلايا الدم الحمراء الذي يشبه الأقراص، مما يساعدها على التحرك بسهولة عبر الأوعية الدموية.
كما أنه يعمل على نقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم، ثم إعادة ثاني أكسيد الكربون…ويعمل الهيموجلوبين على الحفاظ على درجة الحموضة في الدم..بمعدل7.4 وهو المعدل الطبيعي عند الإنسان السليم.

أعراض نقص الهيموجلوبين عند الحامل
تصاب الحامل التي تعاني من نقص الهيموجلوبين بعدة أعراض، منها:

الشعور بالتعب والإعياء العام.
المعاناة من العصبية والتوتر والقلق واضطراب النوم.
كما يظهر علي الحامل الشحوب في الوجه
تسارع التنفس..أي النهجان، أو ضيق في التنفس.
تسارع دقات القلب وضعف وتساقط وتقصف الشعر.
مضاعفات نقص الهيموجلوبين:
تتعرض الحامل إلى نقص وزن الجنين عند الولادة..كما أن زيادة نسبة الهيموجلوبين عند الحامل غير مستحبة أيضاً، حيث تؤدي إلى الولادة المبكرة ..مثلها مثل المستويات المنخفضة.

أسباب نقص الهيموجلوبين عند الحامل
حالات القيء والغثيان التي تصيب الحامل في الأشهر الأولى من الحمل، حيث تفقد الكثير من العناصر الغذائية المهمة في هذه الفترة.
تناول الحامل لأطعمة لا تحتوي على الحديد، وبالتالي نقص مخزون الحديد لديها، ويتناقص بناء على ذلك معدل الهيموجلوبين.
حالة تصيب الحامل وتؤدي لما يعرف بفقر الدم الوهمي، حيث يرتفع حجم الدم عند الأم بنسبة 50%، والحقيقة أن المرأة لا تكون مصابة بفقر الدم.
كما يمكن أن يكون نقص الهيموجلوبين بسبب نقص حمض الفوليك، وهو مكمل شائع تتناوله النساء الحوامل.
كما قد تصاب الحامل بنقص الهيموجلوبين، وبالتالي الإصابة بفقر الدم؛ بسبب إصابتها بقرحة المعدة قبل الحمل.
وقد تصاب الحامل بنقص الهيموجلوبين؛ بسبب إصابتها بأمراض الكلى أو الكبد أو تعرضها للالتهاب أو العدوى.
وقد تكون الحامل مصابة بحالة من وجود بنية الهيموجلوبين غير طبيعية، أو ما يعرف بـ”فقر الدم المنجلي أو الأنيميا المنجلية”.

نصائح لزيادة نسبة الهيموجلوبين عند الحامل
يجب الاهتمام بالتغذية السليمة..بالبعد عن المنبهات التي تمنع امتصاص الحديد في الطعام، مثل الشاي والقهوة والمياه الغازية.
تناول مكملات الحديد، حسب توصية الطبيب.
تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد؛ مثل الكبدة الحيوانية، والبنجر والبيض والمكسرات غير المحمصة.
وكذلك تناول حمض الفوليك قبل الحمل بشهر أو شهرين وخلال أشهر الحمل الأولى.
أن تحصل الحامل على حصتها المناسبة من فيتامين ب 12؛ لأن نقصه يؤدي إلى نقص الهيموجلوبين.
كما يجب أن تبتعد الحامل عن مصادر التدخين السلبي، أو التواجد في الأماكن المرتفعة.
أو العيش في المرتفعات خلال فترة الحمل؛ لأن ذلك يؤدي لاضطرابات غير متوقعة وبيئية في نسبة الهيموجلوبين.
وعلى الحامل أن تخبر الطبيب في حال تناولها لأي أدوية، من الممكن ان تعتبر من مثبطات امتصاص الحديد في الجسم.

تأثير فقر الدم على صحة الأم والطفل
يمكن أن يكون لفقر الدم أثناء الحمل العديد من الآثار السلبية على صحة الأم والطفل، مثل:

قد تشعر الأم بالإرهاق، وتعاني من ضيق في التنفس، وتزداد مخاطر الإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة.
تزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة، مثل الولادة المبكرة، هذا يجعل من الصعب عليهم القيام بأنشطتهم اليومية.
يؤدي فقر الدم أثناء الحمل إلى آثار ضارة على نمو الطفل وتطوره، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة.
كما يمكن أن يؤدي فقر الدم إلى ضعف نمو الجنين والولادة المبكرة، مما يؤدي إلى انخفاض وزن الطفل عند الولادة .
وهذا يجعله أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية في مرحلة الطفولة، وفي وقت لاحق في الحياة.
وقد يؤثر فقر الدم أيضًا على النمو المعرفي والجسدي للطفل، مما يؤدي إلى تأخر في نموه.

علاج نقص الهيموجلوبين أثناء الحمل
يمكن الوقاية من نقص الهيموجلوبين-فقر الدم- أثناء الحمل وعلاجه من خلال:

إتباع نظام غذائي صحي غني بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب 12، يساعد في الوقاية من فقر الدم.
تعتبر الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والفاصوليا، والعدس والخضروات الورقية مصادر جيدة للحديد.
بالنسبة لحمض الفوليك، يمكن تناول الخضروات الورقية الخضراء والحمضيات والحبوب المدعمة في نظام الحامل الغذائي.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل المصادر الجيدة لفيتامين ب 12 اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان.
غالبًا ما يوصى باستخدام المكملات الغذائية؛ لمواجهة نقص الحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب 12.
في الحالات الشديدة من فقر الدم ، قد يكون من الضروري نقل الدم لتعويض الدم المفقود، واستعادة مستويات الهيموجلوبين.
كما يمكن أن تساعد فحوصات ما قبل الولادة المنتظمة في اكتشاف وتشخيص فقر الدم لدى النساء الحوامل في وقت مبكر، ما يسمح بالعلاج الفوري لمنع المضاعفات من التطور