متابعة-جودت نصري

نعم، يمكن زيادة وزن الرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية. حيث أنها تمنح الطفل وزناً صحياً مقارنة بالرضاعة الطبيعية. اتضح أن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأكثر صحة. لأنها تحتوي على فيتامينات ومعادن وأجسام مضادة مفيدة لصحتك والأم المرضعة وصحة طفلك الرضيع، وغيرها الكثير من التفاصيل والفوائد، نعرضها في التقرير التالي. الأم في حاجة ماسة إلى معرفة المزيد والمزيد عن فوائد الرضاعة الطبيعية، حديث يتجدد مع كل حمل وولادة وولادة، ومع كل دراسة تضيف شيئاً جديداً.

الوزن الصحي للرضيع
في دراسة تفصيلية عن الرضاعة الطبيعية، وتأثيرها على الرضيع والأم المرضعة، قام الباحثون بفحص بيانات أكثر من 2500 أم وطفل، وتعرفوا إلى طريقة إرضاع الصغير في عامه الأول.
واتضح أن الطفل الذي يتغذى من الرضاعة الطبيعية فقط، يحصل على نصف سعراته الحرارية اليومية من الدهون الموجودة في حليب الثدي. ونتيجةً لذلك لا يُنصح بالحد من هذه السعرات بهدف تقليل وزن الرضع في سن عامين أو أصغر.
كما وجد الباحثون أن الأطفال الذين استمروا في الرضاعة الطبيعية حتى عمر 6 أشهر، حازوا على وزن صحي أكثر عند بلوغهم 12 شهراً. بينما الأطفال الذين اعتمدوا على الرضاعة الصناعية حتى عمر 6 أشهر كانوا أكثر عرضة 3 مرات لزيادة الوزن عند إتمامهم عاماً.
من ناحية أخرى، كشف القائمون على الدراسة أن الأمهات اللاتي يقمن بضخ حليب الثدي في زجاجة للأطفال لسبب ما، يجعلهم أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بأولئك الذين يتناولون الحليب مباشرة من الثدي.
كما أوضحت الدراسة أن السبب يرجع إلى أن الرضاعة الطبيعية تعلم الطفل التوقف عن الطعام عند الشبع، لكن الرضاعة من الزجاجة تشجع الطفل على إفراغها، ولا تنظم استهلاك الحليب.
وهذه الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على اكتساب الرضيع الوزن بشكل صحي فقط، لكنها تعطي وقاية وحماية من الحساسية والأمراض المعدية.

نصائح تُساعدك على زيادة وزن رضيعك
احرصي على إرضاع الطفل كل ساعتين وبمعدل 10-12 رضعة يومياً.
قدمي له الحليب الصناعي مع الرضاعة الطبيعية مرتين يومياً على الأقل.
ابدئي بتقديم الأطعمة الصلبة مثل الأرز المهروس والموز وغيرها، عندما يصل عمر طفلك إلى 5 أشهر.
ضرورة مراجعة الطبيب في حال لاحظت أن طفلك الرضيع لا يرغب بشرب الحليب، أو لا يكتسب الوزن الصحي المناسب لعمره.
إجراء الفحوصات اللازمة ووصف العلاجات المناسبة، واستخدام المكملات الغذائية والفيتامينات، التي تُساعد على فتح شهية الرضيع في حالة ضعف الشهية.

مزايا حليب الثدي
حليب الثدي هو أكثر من غذاء “فقط”، فهو يوفر للرضيع مناعة وقائية، حيث لا يستطيع أي غذاء أطفال رضع آخر توفيرها.
الرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة بين الطفل الرضيع وأمه، من وجهة نظر الطفل الرضيع وتساعده على النمو السليم.
كما تقوي الرضاعة الطبيعية جهاز المناعة، الذي يساعد في حماية الرضيع ضد الأمراض؛ مثل التهابات الأذن، الإسهال، الحساسية.
وتقلل الرضاعة الطبيعية من خطر “متلازمة موت الطفل الرضيع المفاجئ”.
بجانب أنها تقلل من خطر الإصابة بالسمنة في المستقبل، وكذلك الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

عدد مرات الرضاعة في اليوم
في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة، يرضع الطفل الرضيع نحو 8-12 مرة في اليوم ولفترة متواصلة.
ومع نمو الرضيع يقل عدد مرات الرضاعة الطبيعية، والتي تبدأ مع تناوله المواد الصلبة. يحدث انخفاض تدريجي في وتيرة الرضاعة.
وتستطيع كل أم التعرف إلى أن الطفل يحصل على الكمية الكافية من الحليب حسب كمية البول والبراز للطفل الرضيع.
في الستة الأسابيع الأولى بعد الولادة يمكن أن يكون 3-4 مرات من البراز الرخو، أصفر، و5-6 حفاضات من البول في اليوم.
الطريقة الصحيحة لإرضاع الطفل الرضيع هي: اقتراح الجهة الأولى للطفل الرضيع من الثدي، والسماح له بإخراج الهواء.
ويتم ذلك عن طريق رفع الطفل الرضيع على الأيدي، وبعد ذلك نقترح له الجهة الثانية من الثدي.

غذاء وشراب الأم المرضعة
لا توجد توصية بالامتناع عن تناول أطعمة معينة، الأم المرضعة تستطيع الاستمرار وتناول الطعام الذي اعتادت عليه وتحبه.
ولكن إذا تناولت غذاء معيناً، وشعرت في عدم الراحة لدى الطفل الرضيع في الرضاعة الطبيعية، من المفضل تجنبه بشكل مؤقت.
من المهم شرب كمية كافية من الماء؛ من أجل استعادة سوائل الجسم المفقودة من خلال العرق.
وفي فترة الرضاعة الطبيعية، فإن كمية السوائل التي يجب إعادتها للجسم تزداد، لهذا يجب الحرص أكثر على الشرب لتجنب الجفاف.
الانتباه إلى شعور الظمأ وإلى لون البول، والعلامات المبكرة للجفاف والتي تشمل: جفاف الفم، بول داكن، دوخة، صداع وضعف.
وهنا تشير الأبحاث إلى أن الشرب الكثير لا يزيد من إنتاج الحليب، فإنتاج الحليب يزداد فقط في أعقاب إفراغ الثدي أو ضخ الحليب.
ومن الممكن إضافة زجاجة من الحليب الصناعي وسط الرضعات؛ حتى تعطي نفسك فرصة للراحة والاسترخاء، والرضيع لن يصيبه ضرر.