متابعة-جودت نصري
ولا شك أن المجهود الذي تبذله الأم المرضع لرعاية طفلها الرضيع قد يصل بها إلى درجة من القلق والتوتر، وهذا ينعكس بطبيعة الحال على الحالة النفسية للمرأة المرضع، مما يؤثر سلباً على الهرمون المدر للحليب. “إكسوثوسومين”… تقل كميته مما يجعل المولود يبكي. .. وفي التقرير التالي سنتعرف على تأثير الحالة النفسية للمرأة المرضع على المولود الجديد، ونتائج الدراسات الطبية في هذا الشأن، إلى جانب التعرف على الأسباب المرضية لقلة الحليب، ومراجعة بعض طرق إنتاجه.
تأثير الحالة النفسية للأم المرضعة على الرضيع
إن الصحة النفسية للأم المرضعة تنعكس إيجاباً أو سلباً على مولودها، حيث يرتبط ذلك بالغدة النخامية في الدماغ الشاملة لكافة هرمونات الجسم.
الحالة النفسية السيئة للأم تسبب مغصاً وانتفاخاً بمعدة الرضيع، بسبب تغيير خواص الحليب الطبيعية، ما يجعله سيء الامتصاص، ويتسبب بتوتر الأمعاء.. كما أن حالة الإجهاد، والقلق للأم المرضع تؤثر سلباً على هرمون إدرار الحليب وتقلل من كميته، مما يجعل المولود لا يشبع من حليب أمه.
نتائج الدراسات الخاصة بإدرار الحليب
وجدت الدراسات أن الأم إذا استمرت في إرضاع طفلها، فإن الحالة النفسية لا يمكن أن تقوم بإيقاف إدرار الحليب بشكل كامل، لكنها تؤثر على كميته.
كما أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية للرضيع تقوم بدور إيجابي في تحسين الحالة النفسية للأم، ومساعدتها على تجاوز أوقاتها الصعبة.
وأن هرمون الأكسيتوسين الذي يفرزه الجسم في الدم أثناء الرضاعة الطبيعية، له آثار مهدئة وقدرة على تحسين الحالة النفسية للأم.
وحالة تحسن الحالة النفسية للأم يعاود الحليب تدفقه بشكل طبيعي، لذا ننصح الأمهات باستمرار الرضاعة الطبيعية، حتى لو لاحظت نقصان كميته.
لأن مص الطفل لثدي أمه أثناء الرضاعة الطبيعية، يعتبر محفزاً طبيعياً لإنتاج الحليب، لذا فلا قلق من توقف إنتاجه توقفاً كاملاً.
المناعة وتأثير الموسيقى على المرضعة
علمياً مرور المرضع بحالة نفسية سيئة يزيد من إفراز هرمون من شأنه أن يُضعف المناعة، فيصبح هناك سهولة لاستقبال المولود للأمراض..كما أثبتت الدراسات أن الاستماع إلى ما تحبه المرضع من الموسيقى الهادئة، أو حتى مجرد الاسترخاء، سينعكس إيجابياً عليها وعلى المولود.. ويترجم هذا في إحساس بالراحة النفسية وتهدئة بالأعصاب.. ما يزيد من إدرار اللبن.. حيث تتوفر راحة الجسم وهدوء البال واسترخاء العضلات.
طرق لتهدئة نفسية الأم
تشمل العديد من الطرق المتبعة لتهدئة النفس وتخلصها من الطاقة السلبية ونذكر منها:
المشي حيث يساعد على التخلص من الطاقة السلبية.
شرب المياه حيث إن الجفاف يؤثر سلباً على الحالة النفسية للجسم.
التعرض للشمس، والتنفس العميق ما يساعد في وصول كمية أكبر من الأوكسجين للدم وبالتالي الشعور بالارتياح.
أدوية الاكتئاب والرضاعة!
إن الأدوية التي تستخدمها المرضع أثناء فترة إرضاعها للطفل من الممكن أن تكون؛ أدوية آمنة مسموحاً بها، والتي ثبت عدم تأثيرها على الرضاعة، أو أدوية غير آمنة والتي يلزم إيقافها تماماً طيلة فترة الرضاعة.. وهناك الأدوية التي يتم تناولها بحذر.. ونظراً لاختلاف الأدوية المستخدمة واختلاف التراكيب الكيميائية المكونة للدواء، فإنه من الأفضل مراجعة الطبيب المتخصص واستشارته حول الأدوية المتناولة؛ لإعطائك المشورة الصحيحة.
ظروف صحية تؤثر في إدرار الحليب
ضغط وتوتر شديد.. العملية القيصرية.
النزف بعد الولادة.. بدانة الأم (السمنة).
الإصابة أو المرض مع الحمى.
السكري – سكري الطفولة أو سكري الكبار، أو سكري الحمل.
أمراض الغدة الدرقية.
الراحة التامة في الفراش لفترات طويلة أثناء الحمل.
انخفاض إدرار الحليب لدى الأم المرضعة وكيفية الوقاية منه.
محاولات لإدرار الحليب
البدء المبكر بالرضاعة الطبيعية وذلك خلال الساعة الأولى من الولادة.
الإرضاع عند الطلب.. أي كلما طلب الطفل ذلك.
المساكنة وهي نوم الطفل قريباً من أمه، ما يجعلها متحفزة دائماً لإرضاعه.
التغذية الجيدة وتناول السوائل بكميات تروي عطشها ( 8-12 كوب يومياً).
إرضاع الطفل حليب أمه فقط خاصة في الأشهر الستة الأولى؛ حيث إن إضافة تغذية أو سوائل غير حليب الأم، تؤدي إلى قلة إنتاج الحليب.
الحصول على النوم الكافي والراحة، يساهم أيضاً في زيادة إدرار الحليب، بجانب.. بعض البذور والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.