متابعة- يوسف اسماعيل
في أعماق جبال إثيوبيا، تعيش قبيلة “مرسي”، وهي إحدى القبائل الأصلية والتقليدية التي تحافظ على طقوسها وتقاليدها القديمة. ومن بين هذه التقاليد المثيرة للدهشة والغرابة، تأتي عادة ارتداء “أطباق الشفاه” التي تميز نساء القبيلة.
تعود هذه العادة إلى قرون عديدة، حيث يعتقد أنها تعزز جمال المرأة وتضفي عليها جاذبية خاصة. وعندما تصل فتاة “مرسي” إلى سن السادسة عشرة، تقريبًا، يتم إجراء عملية قطع في شفتها السفلية. يتم القطع عادة بواسطة والدتها أو أي امرأة كبيرة في السن من القبيلة، وتتمثل هذه العملية في إدخال قطعة خشبية صغيرة تتمدد تدريجيًا على مدار فترة تصل إلى ثلاثة أشهر.
تعد هذه الفترة من التمدد هي الفترة الحاسمة لتشكيل الشفاه وتكبيرها. تقوم الفتاة بتعديل القطعة الخشبية بانتظام، وتضيف قطعًا أخرى من الخشب بحجم أكبر تدريجيًا. وتتنافس النساء في القبيلة في حجم تكبير الشفاه، حيث تعتبر الشفاه الكبيرة علامة جمال وجاذبية.
ليس فقط يهتم النساء بحجم الشفاه، بل يقومن أيضًا بتزيين “أطباق الشفاه” برسومات وزخارف مختلفة. تستخدم الألوان المختلفة والأشكال الزخرفية لتزيين الأطباق، وتكتب النساء أسمائهن على الأطباق أيضًا. تعكس هذه الرسومات والألوان والزخارف وضع المرأة الاجتماعي والأسري، حيث يمكن تحديد ما إذا كانت متزوجة أو عزباء أو أرملة عن طريق تفاصيل الأطباق.
تعتبر “أطباق الشفاه” عنصرًا هامًا في ثقافة قبيلة “مرسي”، وتعكس هذه العادة القوة والجمال والهوية الثقافية للنساء في القبيلة. وعلى الرغم من أن هذه العادة قد تبدو غريبة ومختلفة للعديد من الثقافات الأخرى، إلا أنها تعكس التنوع الثقافي الرائع والترائع في عالمنا.
تثير عادة “أطباق الشفاه” فضول الكثيرين، وتجعل الناس يتساءلون عن أصلها وغرضها. ومع ذلك، فإن أصل هذه العادة لا يزال غامضًا، ولم تتوفر لدينا معلومات دقيقة حول الأسباب التاريخية والثقافية التي أدت إلى انتشارها في قبيلة “مرسي”.
تعتبر “أطباق الشفاه” جزءًا من تراث القبيلة وتقاليدها القديمة، وتعزز الانتماء الثقافي والانتماء إلى مجتمع القبيلة. إنها تعبير عن الجمال والأنوثة، وتعكس القوة والقدرة على تحمل الألم والتضحية من أجل المثالية الجمالية.
على الرغم من أن “أطباق الشفاه” قد تبدو غريبة بالنسبة للعديد من الثقافات الأخرى، فإنها تعتبر جزءًا مهمًا من هوية النساء في قبيلة “مرسي”. إنها ترمز إلى القوة والأنوثة والتميز، وتعتبر علامة تميز للنساء في المجتمع.
رغم أن “أطباق الشفاه” تعد عادة جذابة للبعض وقد تثير فضول الكثيرين، إلا أنه من الضروري أن نحترم ونقدر تلك العادة كجزء من تراث وثقافة القبيلة. يجب أن نتعلم أن نفتح أذهاننا وقلوبنا لاحترام وتقدير العادات والتقاليد المختلفة التي تعيشها الثقافات حول العالم.
في النهاية، تظل “أطباق الشفاه” عادة فريدة ومثيرة للاهتمام في قبيلة “مرسي” في إثيوبيا. إنها تجسد مفهوم الجمال والتميز من منظور ثقافي مختلف، وتذكرنا بأن الجمال قد يكون له تعبيرات متعددة ومتنوعة في مختلف أنحاء العالم.