المؤلف الموسيقي عمر غدي الرحباني، ينحدر من سلالة موسيقية غنيّة. تعمق كجزء من الجيل الثالث من عائلة الرحباني الشهيرة، في عالم الموسيقى والمسرح والسينما والرقص منذ الصغر. أصدر ألبومان موسيقيان بعنوان “Passport” و”Piano Concerto No.1″.
– المؤلف الموسيقي عمر الرحباني متعدد المواهب، كيف يهوى التعريف عن نفسه؟
بكل بساطة مؤلّف موسيقي، أما عن باقي إهتمماتي فتفاصيل في خدمة رؤية موسيقية أكانت العزف على البيانو أم الإخراج والتصوير أم الكتابة أو حتى فن الرقص.
– تجول اليوم الدول العربية وتقدم أمسيات موسيقية تتضمن معزوفات خاصة بك بالإضافة إلى أغنيات الرحابنة التي أعدت توزيعها، ماذا أضفت إلى تلك الأغنيات وماذا أضافت إلى فنك؟
أعتقد بأن أغاني الرحابنة ليست بحاجة إلى أي إضافة فهي مكتملة ونهائية في شكلها ومضمونها. أما عن عملي فمقسوم إلى قسمين، في الشق الأول أقوم بإعادة توزيع هذه الأغاني للأوركسترا، وتفتح عملية إعادة التوزيع هذه باب لزيادة ألوان موسيقية جديدة من خلال إستعمال آلات لم تستعمل في الأغاني الأصلية كما أنها تمكنني من زيادة ألحان خلفية ثانوية مصاحبة لللحن الأساسي آخذاً بعين الإعتبار عدم التشويش على اللحن الأساسي. وفي بعض الأغاني أقوم بزيادة مقطع موسيقى بمثابة مقدمة موسيقية تمهيداً للأغنية أو خاتمة موسيقية. أعتقد أن إضافتي هو جسر عبور لمستمعي العصر الحالي والجديد على فن الأخوين الرحباني. أما عن ما أضافه هذا على عملي، فإن إعادة التوزيع والغوص في تحليل هذه الأغاني ساعدتني على فهم الوضع الإجتماعي الراهن في تلك الفترة في لبنان من خلال التقنيات الموسيقية المستعملة من قبل الأخوين. وهذا ينطبق أيضاً على كلمات أغاني الأخوين الرحباني.
– كيف يختلف الجيل الثالث من عائلة الرحباني الشهيرة المنحدرة من الأخوين عاصي ومنصور اللذين أسسا إرثاً فنياً كبيراً؟
بعد التفكير مالياً أرى أن الربط بين أجيال الرحباني هو ربط بيولوجي بالدرجة الأولى ولا يتعدى هذا الواقع. قد يكون أجدادك الأخوين الرحباني وأنت مدير بنك. ولكنني لا أنكر بأن المناخ العام الذي عليه تربى أبناء وأحفاد الأخوين من خلال عالم التسجيلات والأداء والمسرح والموسيقى والفن بشكل عام هو بيئة حاضنة لكل فرد لأن يصقل موهبته إذا انوجدت. أستطيع القول أنني تربيت في هذه البيئة منذ الصغر وأشعر أن لا معنى لوجودي خارج إطار الفن والموسيقى وهنا أختلف عن أخي كريم الذي قرر الغوص في عالم الإخراج. ومن هنا انطلقنا أخي وأنا لتأسيس شركتنا “Rahbani 3.0” التي تهدف إلى إنتاج أعمال برؤية مستقبلية.
– رغم صغر سنك عزفت في مهرجانات كبيرة مثل “بيت الدين” وفي بلدان أجنبية عدة، وقدمت بعض الموسيقى الرحبانية بأسلوبك الخاص، إلى أين تطمح بعد؟ ومتى سنراك في الإمارات؟
طموحي هو طموح البحّار المكتشف الذي يعشق إكتشاف عوالم جديدة أكانت على كوكبنا الأرض أم خارجه. أما الآن فدعونا نكمل الجولة العربية بعد لبنان، البحرين والكويت وهناك فرصة كبيرة أن تكون محطتنا القادمة هي الإمارات، هذه الدولة الحبيبة التي نلجأ إليها للسلام والطمأنينة والأحلام الكبيرة.
– في ألبومك الأول “Passport” قدمت الموسيقى العصرية، أما في “Piano Concerto No.1” انتقلت إلى الكلاسيكية، أين أنت من الاثنين؟ أيهما تفضل؟
أرى نفسي طفلاً باحثاً في حديقة الموسيقى. لست بوارد الإجابة عن هذا السؤال بوضوح وحتمية لأنني أستمتع في اكتشاف أنواع موسيقية ومفاهيم فنية جديدة. وهذا هو السبب الذي يخطفني من التركيز على نوع واحد في الوقت الحالي كما سوف يتبين قريباً مع صدور عملي الجديد. من عالم الكلاسيك إلى عالم الموسيقى الشرقية مروراً بالموسيقى الممزوجة والإثنية إلى الهند وإفرقيا والبرازيل… أليست الموسيقى وجه من أوجه الحرية؟
– لماذا لم تختار الطريق الأسرع وهو تلحين الأغنيات؟
الطريق الأسرع إلى أين؟ إلى الشهرة؟ لم يكن باخ مؤلف أغاني، ولا حتى هانز زيمر لنستعين بمؤلف معاصر. الطريق الأسرع إلى كسب المال؟ إن مؤلفي الموسيقى المجردة من أغنى أغنياء العالم. الطريق الأسرع إلى قلوب الناس؟ أنا من أشد المعجبين بالشعر والكلمة الحلوة وقد يكون العالم اليوم أكثر تعاطفاً مع الكلمة وبالأخص العالم العربي لكنني أدعو الناس للإصغاء أكثر منه إلى الإستماع. فإذا كانت الكلمة تعبّر عن مشاعر الإنسان فإن الموسيقى تجول بسرعة الضوء وتعبر عن الكون بأسره.