أطلقت الكاتبة السورية “سراب غانم” كتابها الأول، تحت عنوان “أنا سراب لمن لا يؤمن بالماء!”، والذي يضم مجموعة من القصائد النثرية، ونشره “دار موزاييك”.
وأكدت “سراب” أن “القصائد الوجدانية تعبر عن المشاعر بكل تناقضاتها، المشاعر الصادقة التي نحن عليها”. موضحة أن “هذا العنوان هو تعبير عن الأشياء الصادقة التي تلامسنا من الداخل”.
وقالت في تصريحات خاصة: “أتحدث في نصوص المجموعة عن مشاعر الخوف والقلق والحب والغضب والحزن والخيبة والبغض والكثير من التناقضات في المشاعر الإنسانية الموجودة لدى المرأة والرجل على حد سواء”.
وأضافت: “الكتابة بالنسبة لي كالصرخة التي تخرج من الروح، أفرغها على الورق لأشعر بالراحة والهدوء والطمأنينة داخلي. فهي صيغة أو طريقة للتعبير عن الذات، نكتب خلالها ما لا نستطيع أن نعبر به بالكلام في لحظة معينة”.
وفي ذات السياق، شددت “سراب” على أن “التشجيع يأتي عندما تصقل الموهبة بنفسك، وتمتلك الأدوات والإحساس وتترجمه بطريقة يتفاعل معها القارئ. هذا التفاعل يأخذ بيد الكاتب أو المبدع بشكل عام كي يتمكن من تطوير نظرته للأشياء وبالتالي تطوير أدواته كي يغطي مساحة أكبر من العلاقة بين المبدع والمتلقي”.
وأردفت: “التجارب الحياتية هي أكبر معلم ومشجع وحافز ومحرض ومؤثر، حيث اكتشفت أني أملك هذه الموهبة والرغبة بالكتابة، وأني وصلت لمرحلة أصبحت فيها أمتلك الأدوات. أنا أكتب القصة القصيرة والقصائد النثرية والنثريات والومضات، وكذلك الشعر الموزون”.
وحول ما يساعدها في الكتابة، قالت: “المشاهد اليومية هي العامل المساعد الأكبر الذي يلعب الدور الأكبر في تطوير كتابتك، حيث تختزن الكثير في اللاوعي، وتخرج منه الأفكار في لحظات لا تتوقعها، ولو بعد سنوات، فتكتب مشهداً شاهدته منذ سنوات وتضعه في قالب فني.. هذه الأفكار التي تتجمع هي العامل الأول والمؤثر الأكبر على تجربتك الكتابية”.
وعن فترة اكتشافها موهبة الكتابة، أشارت “سراب” إلى أنها تؤمن بمقولة أن الإنسان يولد مبدعاً سواء أكان فناناً، أو شاعراً أو كاتباً أو موسيقياً”.
وأوضحت: “هناك شيء يولد معك وتشعر به خلال حياتك في عمر معين غير محدد، فالرسام مثلا حين يمسك بالريشة لأول مرة، ويرسم شيئاً ما أو مشهداً عالقاً بذاكرته، يرى أن لديه روح الفنان، ويخرج بلوحة فنية جميلة تلقى الإعجاب، فيشعر بأن لديه موهبة فيعمل على تطويرها وصقلها”.
وعن أسباب تأخرها في إصدار أول مؤلفاتها، أوضحت: “أنا أكتب منذ سنوات، ولكن النشر لم يكن هو الغاية لأسباب كثيرة، أحدها أن الكثر من الكتّاب للأسف لا يهتمون بقيمة النشر أو الإصدار الأول، فينشرون منذ بداية ظهور الموهبة حتى قبل أن تنضج تجربتهم وتظهر بصمتهم الخاصة بالكتابة. وهذا يجعلنا نرى الكثير من الكتاب الذين لديهم عشرات المؤلفات رغم أن أيّاً من هذه المؤلفات لم يترك أثراً على سبيل المثال”.
وحول اختيارها للعنوان قالت: “الكتابة عند الكاتب هي حقيقته، وهذا الكتاب هو حقيقتي الأولى لأعرّف الناس عني بهذه الطريقة، فأحببت أن أورد اسمي في العنوان، كي أقدم من خلاله حقيقة ما، على الرغم من المعنى والوقع الذي يحمله الاسم”.
وختمت: “في العنوان أقول للقراء أنا ذلك الوهم لمن لا يؤمن بالماء، ولا يعرف أنه حقيقة وجوهر الأشياء كلها”.