الإمارات نيوز- غانم محمد
لم يستطع أي منتخب من المنتخبات الـ 16 التي تأهلت إلى ثمن نهائي مونديال قطر 2022، أن يفعل ذلك بالعلامة التامة، وكان الرصيد الأكبر من النقاط بين الفرق المتأهلة هو 7 نقاط (هولندا وإنكلترا والمغرب)، فما السبب؟
تحوّل واضح
عدة مقدمات مهدّت لحدوث تغيّرات واضحة في الخارطة الكروية العالمية، لعل في مقدمتها إقامة البطولة في الشتاء، أثناء سير البطولات المحلية في كل دول العالم، وثانيها مكان إقامة البطولة في قطر، وثالثها انصراف بعض المنتخبات عن كرة القدم إلى قضايا ثانوية شتتها وأفقدتها التركيز (قضية المثليين مثلاً)، ورابعها ما لخصته مقوله (العيال كبرت)، وخامسها الجرأة الواضحة لمنتخبات آسيا وأفريقيا، وغير ذلك من التفاصيل التي جعلت منتخبات بوزن ألمانيا وبلجيكا تغادر الدور الأول، ومنتخبات مثل المغرب وأستراليا واليابان تتألق وتفرض سطوتها، وأخرى مثل السعودية والكاميرون وتونس نفوز على الأرجنتين والبرازيل وفرنسا.. إلخ.
تحت هذه المقدمات، يمكن القول إنها أثّرت بشكل أو بآخر على مجريات الدور الأول في كأس العالم 2022، وهو ما حال دون أن يتأهل أي منتخب بالعلامة التامة، وهو ما سيمهّد الطريق إلى مزيد من المفاجآت في الأدوار الإقصائية، وإن كان المتابع المتفحّص يدرك أن هذا الأمر يحدث في كرة القدم لحسابات خاصة بكل منتخب، حيث هناك شبه إجماع مثلاً على أن إسبانيا خسرت أمام اليابان لتحدد مساراً أسهل في الأدوار الإقصائية، والبرازيل أراحت عدداً كبيراً من أساسييها أمام الكاميرون، وكذلك البرتغال وفرنسا، وهذا مبرر لأن المنافسات مستمرة والتحديات كبيرة..
البداية الحقيقية
يدرك المتابعون أن كأس العالم يبدأ بصورته التنافسية الحقيقية في دور الـ 16، وهنا لن تكون البرازيل مثلاً كما كانت أمام الكاميرون (ولا نقلل من قيمة فوز الكاميرون على البرازيل)، وبالتالي فإن الأحكام المتسرعة قد يتراجع عنها أصحابها اعتباراً من اليوم، حيث تبدأ مباريات خروج المغلوب، وهنا تظهر الصورة الحقيقية لكل منتخب.