مهند الهندي – دبي
هل سأكون رقما من ارقام إصابات كورونا؟
هل تسائلت يوما هذا السؤال؟
كان هذا السؤال يتسلل إلى داخلي يوميا وكحال أغلب البشر، احتياطات، تعقيم، تباعد. عدم اختلاط قدر الإمكان ولكن شاء القدر ان استيقظ يوما لأبدأ سيناريو جديد مختلف تماما عن روتين حياتي، سيناريو مواجهة كورونا.
نستيقظ في صباح كل يوم لنبدأ يوما جديدا بأمل جديد لكن مع صباح كورونا يكون الصباح مختلفا إلى أبعد حدود.
الخميس، يقال الخميس الونيس لكنه بتاريخ 18 مارس لم يكن ونيسا ابدا بل كان خميسا تعيسا جدا.
في ذلك الصباح كنت أشعر بوهن بجسدي، لكن عقلي يترجم هذا الوهن بأنه قد يكون من ضغط العمل، وكأنه يرفض فكرة ان اكون مصابا بهذا الفيروس، سعال. من جديد من غير الممكن أن يكون كورونا هذا ما قد قاله عقلي، اشتد السعال. علامات الاستفهام اصبحت تتراقص حول رأسي، ألم في صدري، تعب شديد، صداع. كلها علامات تدل بأنني قد أكون مصابا، لكنني أرفض تصديق ذلك.
خطوة إلى الأمام وخطوة اخرى إلى الخلف مرارا وتكرارا حتى قدماي ترفضان الذهاب لإجراء فحص ال. pcr
مرضي يشتد الأعراض تزداد سوءا كيف والنتيجه سلبيه. علامات السؤال تتراقص من جديد حول رأسي.
عزمت على ان احجر نفسي كي احمي عائلتي حتى قررت إجراء فحص جديد ،النتيجه positive
توجهت الى اكبر طبيب امراض صدريه، بدأت رحلتي الجديدة تحاليل، صور اشعه، فحوصات. لكن كورونا يترك إمضاءه على رئتي وكأنه يحصي ضحاياه، آثاره واضحه، يلوث صدري.
يوم آخر مختلف، حجر صحي، عزله، بين أربعة جدران السقف خامسها والأرض سادسها، سعالي يزداد، المي يشتد. الان اسئلة جديدة هل سأكون صامدا ام سأستسلم، هل سيقوى جسدي على مواجهة عدوه الجديد ام انه سيرفع رايته البيضاء.
انتفضت من سريري رغم الالم والضغط النفسي الذي بدء يسيطر علي، خوف هلع من ان استسلم. قمت وتوجهت قبلتي توضأت وصليت ركعتين أعلن بهما خضوع وقلة حيلتي لله عز وجل وأناجي ربي وحده القادر على نجاتي. شريط حياتي وذكريات يمر بخاطري، بدأ الاضطراب النفسي ازدادت حالتي سوءاً وشعرت بانني افقد السيطره مرةً ثانيه جسدي ضعيف. لكن الله يرسل لي ومضة امل، انه نجلي الكبير ..
ينشر رسالة في مواقع السوشال ميديا يناجي ربه ويدعو بأن يشفيني من هذا المرض حينها شعرت بأن قوة تدفعني للمقاومة كيف لا وانا أرى فلذة كبدي قد استدل للطريق السريع. الدعاء نعم هذا السلاح الخفي الذي سخره الله لنا ليكون خير وسيلة للنجاة، رسالته هذه بعثت الدفىء في نفسي، رسالة جعلتني انفض غبار الياس والخوف.
رسالة جعلتني اتلقى الإتصالات من داخل الامارات ومن اهلي، اصدقائي. من جميع ارجاء وطني، من اصحاب القرار وصناعه، من اصحاب الدوله والمعالي والاعيان. اصدقائي الاعلامين واصدقاء مقربين يحملون مشاعر صادقة رسالة بثت طاقة ايجابيه في نفسي وفي جسدي النحيل، شعرت بأنني لست وحدي، رسالة جعلتني أصر على ان استعيد عافيتي. احسست بروحانيه امتدت في نفسي، رسالة جعلتني أشعر كم انا غالي عند والدي. شعور لا يوصف أن تستيقظ كل يوم على دعواتهم العذبه، دعوات لي وحدي بالشفاء العاجل ويتضرعون، يوم بعد يوم تمر ايام الحجر ، اصرار ،عزيمه.
دعاء لله وحده ان يساعدني في تجاوز مرضي، شكرا فيروس كورونا. لانك جعلتني أدرك بأن لدي من يخاف فقداني، جعلتني أرى ما لم أكن اراه، شكرا لله وحده والشكر موصول لوالدي، لعائلتي، اصدقائي، ولكل من كان يدعمني.