أعرب قادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، عن فخرهم بنجاحهم “الاستثنائي للغاية” في التعامل مع أزمة تفشي كوفيد-19 داخليا، قبيل تحقيق مرتقب لمنظمة الصحة العالمية في مصدر المرض.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة “البيان”، وااجهت الصين وابلا من الانتقادات داخليا ومن الخارج بشأن طريقة إدارتها في البداية لأزمة تفشي الوباء، الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان (وسط) أواخر ديسمبر العام الماضي.
وأوضح المكتب السياسي الصيني، الذي يعد أعلى هيئة صنع قرار للحزب الشيوعي، في وقت متأخر الجمعة أن قيادة الحزب “لعبت دورا حاسما في قيادة.. الصين للتغلب على المخاطر والتحديات النادرة من نوعها هذا العام”.
ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة عن بيان صدر بعد الاجتماع الذي دام ليومين قوله “في لحظة حرجة.. تبنت اللجنة المركزية للحزب رؤية بعيدة الأمد.. فحققت مجدا استثنائيا للغاية في هذا العام غير التقليدي بدرجة كبيرة”.
وسيطرت الصين إلى حد كبير على تفشي الفيروس وكانت الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يسجّل نموا هذا العام. لكنها متهمة بالتغطية على تفشي الفيروس في البداية وبالتالي المساهمة في انتشاره دوليا.
وداخليا، عملت بكين على إسكات أي انتقادات فعاقبت ثمانية مبلّغين على الأقل.
وعلى سبيل المثال، اعتُقلت جانغ جان التي نشرت تقارير عن تفشي الفيروس في ووهان منذ مايو وستبدأ محاكمتها الاثنين.
كما سافرت جانغ محامية سابقة إلى المدينة في فبراير لإعداد تقارير عن الفوضى التي سادت المراحل الأولى من تفشي الفيروس، عبر البث الحي وكتابة مواضيع ناقدة تم تداولها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي المحظورة في الصين.
وجاء اجتماع المكتب السياسي الذي يستمر ليومين بعد وقت قصير من وصول فريق دولي من خبراء منظمة الصحة العالمية المرتقب إلى الصين للتحقيق في المصادر الحيوانية لكوفيد-19، خلال زيارة ستشمل ووهان.
وفي السياق ذاته، أوضح خبير من الفريق فرانس برس هذا الأسبوع أن التحقيق لا يهدف إلى “تحميل دولة أو سلطة ما المسؤولية” بل هدفه “فهم ما حصل لتجنبه مستقبلا”.
ومن جانبها حاولت بكين مؤخرا التشكيك في مصادر الفيروس، وأفادت صحيفة “الشعب” في منشور على فيسبوك مطلع نوفمبر أن “جميع الأدلة المتاحة تشير إلى أن فيروس كورونا لم يبدأ من مدينة ووهان في وسط الصين”.
بينما حاولت الصين تعزيز قوتها الناعمة خلال الوباء فتعهّدت بمشاركة اللقاحات التي تطورها مع الدول النامية وانخرطت في دبلوماسية “الكمامات” فتبرعت بمعدات واقية إلى الدول التي تحتاجها.