عقدت حكومة الإمارات الإحاطة الإعلامية الدورية لاستعراض مستجدات الوضع الصحي في الدولة وإلقاء الضوء على الأرقام والإحصاءات التي تعدها الأجهزة الطبية المسؤولة عن جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وخلال الإحاطة كشف الدكتور عمر عبد الرحمن الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، ان الفيروسات من أكثر الكائنات الحية القابلة للتطور السريع، مما يجعلها متقلبة ومتغيرة بشكل مستمر، حيث تتكاثر الفايروسات بسرعة كبيرة، وكلما ازدادت سرعة عملية التكاثر كلما ازدادت احتمالية حصول الطفرات.
وأضاف ان الطفرة تعني حصول تغير في جينات الفيروس خلال عملية التكاثر، ويتم تمريرها إلى الجيل الجديد من الفيروس. حيث تأخذ هذه الطفرات ثلاثة أشكال مختلفة، إما أن تكون طفرات محايدة لا تحرك ساكناً ولا تُحدث أي تغيير، وهذا هو ما يحدث مع الغالبية العظمى من الطفرات التي تحدث في الفايروسات بشكل عام، وحدثت في فايروس كورونا المستجد بشكل خاص. أو تكون طفرات تزيد من قوة الفايروس أو انتشاره أو حصول مضاعفات خطيرة بسببه، وهذا الأمر نادر الحصول. أو تكون طفرات تضعف الفيروس وتؤدي إلى انحساره، وهذا الأمر أيضاً ليس بالشائع وقد حصل هذا النوع النادر من الطفرات في فايروس مرض السارس مما أدى إلى انحساره، وذلك بالطبع مع توفر عوامل أخرى ساهمت في ذلك الانحسار مثل التباعد الجسدي والعزل المبكر للمصابين.
وأشار منذ شهر مارس الماضي إلى الآن، رصد الباحثون حصول طفرات أدت لتغير في بنية الفيروس الجينية بصورة طفيفة وغير مؤثرة. وتحدث بعض العلماء عن مخاوف من تأثير للطفرات على هيكل السطح الخارجي للفايروس، مما أثار القلق حول إمكانية تسهيل هذه الطفرات لدخول الفايروس للخلية البشرية.
وقال لم تشر الأبحاث السريرية على قدرة أي من هذه الطفرات على إفشال عملية الاستجابة للقاحات، بل وسجل باحثون -قبل ظهور الطفرة الجديدة- أن مناعة الإنسان أصبحت تحارب النسخ المتمحورة من الفايروس الأصلي بصورة أكثر فاعلية من قبل، هذا ما نتمناه ونتمنى إثباته في الأبحاث الجارية. وأبدى بعض الباحثين مخاوف من كون بعض الطفرات الجديدة قد ساعدت سلالة جديدة من فايروس كورونا المستجد من الانتشار بصورة أسرع في بعض مناطق العالم، نود أن نشدد أن هذا لايزال قيد الدراسة والمتابعة الشديدة من قبل العلماء والجهات المختصة ولم يتم فيه -إلى الآن- التوصل إلى نتيجة قاطعة.
وقال على جميع القادمين من خارج الدولة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، منها الالتزام بالحجر المنزلي وعدم مخالطة الآخرين، ومتابعة حالتهم الصحية والتوجه للمستشفى عند ظهور أية أعراض.
وطالب الجميع بمواصلة اتخاذ الإجراءات الاحترازية، فسواء حصلت طفرات مؤثرة أم لم تحصل، فإن مواجهة كافة الاحتمالات يكون بالحرص على عدم إتاحة الفرصة للفايروس بالانتشار والتكاثر، وذلك يتم بالتباعد الجسدي والتعقيم ولبس الكمامات.