أشاد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بجهود دولة الإمارات العالمية في مواجهة جائحة كورونا، قائلًا إن دولة الإمارات قامت بدور كبير ومؤثر خلال الأزمة العالمية لجائحة كورونا المستجد ليس في إقليم شرق المتوسط فحسب بل على مستوى العالم.
وأكد المنظري، في مؤتمر صحفي افتراضي لمناقشة مستجدات الجائحة في إقليم شرق المتوسط، ردًا على سؤال لـ “البيان” يتعلق بتقديم مساعدات طبية منذ انتشار الأزمة الصحية تزيد عن 1000 طنا، استفاد منها مليون كادر طبي في 66 دولة حول العالم ومدى مساهمة الإمارات في تخفيف تداعيات الوباء في الدول المتأثرة بالمرض، أن في مثل هذه الطوارئ الصحية وبهذا الحجم نحتاج إلى تضافر جميع الجهود وروح التعاون والتضامن، وما قامت به دولة الإمارات بشكل خاص ودول الخليج والدول المانحة بشكل عام، من مساندة الدول الأكثر تأثرًا من الوباء ساعد ومكّن منظمة الصحة العالمية وكذلك المنظمات الأممية الأخرى كل في تخصصه بإيصال ما يمكن إيصاله لهذه المجتمعات سواء من مستلزمات طبية وتشخيصية ومختبرية وأدوية ومستلزمات الحماية الوقائية للكوادر الطبية والتمريضية إلى جانب وسائل الحماية والتعقيم الأخرى.
وأشار المنظري، إلى أن الإمارات سهلت من مهام منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى بعض الدول المتأثرة بالوباء في الإقليم من خلال توفير طائرات خاصة لتوصيل المساعدات المختلفة، وكذلك المركز اللوجستي الموجود في دبي “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية” والذي يعد من أكبر المراكز الإنسانية في العالم حيث تمكنا من خلاله من إيصال تلك المساعدات إلى مختلف دول العالم، مطالبًا جميع المؤسسات والهيئات المانحة في العالم بتقديم المزيد للدول المتأثرة لأن الحاجة ملحة وكبيرة حيث مضت 6 اشهر من الأزمة ويتبقى 6 اشهر أخرى أو أكثر مما يزيد الحاجة إلى تكثيف الدعم المادي والمساعدات الطبية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المنظري، أن الاعداد المبلغ عن إصابتها في العراق وليبيا والمغرب والأراضي الفلسطينية المحتلة وعمان تتزايد يوميا، كما يقع 78% تقريبا من إجمالي الوفيات في الاقليم في 5 بلدان وهي ايران والعراق والسعودية ومصر وباكستان.
وأوضح المنظري، أن جميع دول الإقليم تشهد حالات إصابة جماعية بالمرض أو انتقاله على مستوى المجتمع وبينما يتم الإبلاغ عن عدد أقل للحالات المصابة في الدول التي تشهد طوارئ معقدة مثل سوريا واليمن ولذلك فإننا نعمل على افتراض انتشار الفيروس فيها على نطاق واسع، معربا عن قلقه إزاء قدرة الدول ذات الرعاية الصحية الضعيفة في التصدي للمرض ومكافحة انتشاره.
وتابع المنظري، إنه هناك عدة أسباب لتزايد معدات الإصابة الحادة في دول الاقليم خلال بضعة أسابيع ماضية منها أن قدرة العديد من الدول أصبحت في إجراء الاختبارات أكبر مما كانت عليه في السابق مما أسهم في كشف المزيد من الاصابات، وكذلك أدى تخفيف الاجراءات الاحترازية والتدابير الاجتماعية في بعض الدول خاصة خلال شهر رمضان وبعده غلى زيادة معدلات الإصابة، وكذلك أن النظم الصحية في الدول المتضررة بالنزاعات تواجه في ظل الظروف الراهنة تحديات كبيرة في فحص المصابين وعلاجهم.
ولفت المنظري، إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة بدأت البلدان في إقليم شرق المتوسط بتخفيف قيود الحظر واستئناف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في محاولة للموازنة للسيطرة على الفاشية وحماية سبل العيش، وكذلك فتح الأماكن العامة مما يشير إلى خطر حقيقي يتمثل في استمرار الإصابات بالفيروس حتى في البلدان التي يبدو في الوضع مستقرا.
وتابع: “إن إقليمنا الآن يمر بفترة حرجة، وأن رفع القيود والحظر لا يعني التراجع عن الاستجابة أو ان نتخلى عن مسئولياتنا الاجتماعية ويجب على الحكومات الآن أكثر من اي وقت مضى أن تعمل بقوة على توسيع نطاق تدابير الصحة العامة التي تثبت جدوها في الحد من انتشار الوباء من خلال عمليات الفحص والعزل الصحي وتتبع المخالطين وتقديم الرعاية الصحية للمصابين”، مشيرًا إلى أنه مع فتح الحدود وعودة حركة السفر يجب على الحكومات مواصلة تطبيق التدابير الاحترازية من خلال الترصد في نقاط الدخول والخروج.
وطالب المنظري، جميع أفراد المجتمع الذين يخرجون من منازلهم لأول مرة منذ أشهر بأن يكونوا أكثر حظرًا ويقظة وان يتبعوا تدابير الحماية الشخصية، مشيرا إلى أن النظم الصحية حاليا مثقلة بالأعباء كما أن العملين في مؤسسات الرعاية الصحية منهكون في الوقت الذي لا يزال فيه أعداد كبيرة من الناس معرضة للإصابة بالفيروس.
وقال المنظري، إنه بعد مرور 6 اشهر على الاستجابة للجائحة اصبح من الأهمية بمكان وأكثر من أي وقت مضى أن يستمر تقديم الخدمات الأساسية في كافة التخصصات الطبية وأن تكون هذه الخدمات قادة على اداء واجبها دون انقطاع، مشددًا على التزام المنظمة الدولية التزامًا تامًا بتحقيق أهدافها في الحفاظ على صحة وسلامة الجميع في كل مكان، ونحتاج إلى رؤية المزيد من الاجراءات والالتزامات الملموسة من جهة الحكومات وأن نكون يدا واحدة لتحقيق هذا الهدف.
وردا على سؤال يتعلق بقدرة المنظمة الدولية في التنبؤ بانتشار الفيروس وعدم قدرتها في السيطرة عليه مما أصاب المنظمة بأضرار سياسية، قال المنظري، إن هذه الجائحة لم تصب المنظمة بأي أضرار سياسية، بل بالعكس جائحة “كوفيد ـ 19” زادت من ثقتنا في أنفسنا وأكدت الدور الكبير الذي تقوم به المنظمة في حماية الصحة العامة في بقاع الأرض دون استثناء، كما تعلمنا من الجائحة الكثير من الدروس العبر ورسائل مهمة يجب أن نستخلصها جميعا وأن نتسلح بالعلم والمعرفة لمواجهة أيه جائحات أخرى في المستقبل، لافتًا إلى أن فقدان روح التفاؤل والثقة يجعلنا نواجه الكثير من الصعوبات والفشل في علاج مثل هذه الحالات الطارئة.
وردا على سؤال يتعلق بإمكانية عودة المرض مرة أخرى للأشخاص الذين تعافوا من المرض، وهل عودة المرض ثانية تكون أقل أو اكثر ضررا من المرة الأولى؟ أجاب بأن رنا حجي بأن جميع حالات الشفاء التي أعلنت عنها المنظمة تعافت من المرض بشكل تام، ولذلك قمنا حاليا بالاعتماد على مدة الأعراض بمعين أن المريض بعد مرور 10 ايام وشفائه من المرض وخروجه من المستشفى ومرو ثلاثة أيام أخرى بدون أعراض يعتبر شفى من المرض، ولذلك عودة المرض مرة أخرى غير مؤكد وربما نادر الحدوث جدا، مشيرة إلى أن الأساس العلمي الذي يتم من خلاله حاليا تطوير اللقاحات هو الاعتماد على مناعة الجسم بعد الشفاء ولكن إلى متى ستظل هذه المناعة في الجسم هذا ما نعمل عليه لكشفه مع الشركاء والمختبرات.