خاص الإمارات نيوز: آمال إيزة
أكّد وزير السياحة والصناعة التقليدية الجزائري عبد القادر بن مسعود، أن الجزائر شهدت حركة نوعية بالآونة الأخيرة فيما يتعلق بقطاعه الذي يعول عليه في السنوات المقبلة من أجل استقطاب المزيد من السياح وترقية المنتج المحلي الجزائري مع التركيز على الترويج وحماية الموروث الثقافي وتشجيع الصناعات التقليدية والحرف، مشيرًا إلى أن ولاية وهران تعد قطباً سياحياً بامتياز بما تزخر به من مناطق سياحية وهياكل؛ حيث استفادت من 2000 سرير إضافي هذه السنة من أصل أكثر من 100 مشروع سياحي في طور الانجاز بطاقة استيعابية قدرت بحوالي 18 ألف سرير. وشدد الوزير لهجته وأوصى المسؤولين المحليين بضرورة متابعة وتفقد هذه المشاريع حتى تسلم في آجالها المُحددة.
ونوه عبد القادر بن مسعود، في كلمته، أن ولاية وهران شهدت تطورا ملموساً بفضل المشاريع التي استفادت منها بالأخص أنها تستعد لاحتضان ألعاب البحر الابيض المتوسط 2021، مبديا ارتياحه حول موسم الاصطياف الذي اعتبره ناجحا هذه السنة نظرا للكم الهائل من الزوار والوافدين الذين زاروا ولاية، وهران فضلاً عن المرافق السياحية التي تعززت بها من فنادق ومقاهي ومطاعم وحدائق، إلى جانب تخصيص واجهة بحرية بالمنطقة الشرقية بوهران.
وأضاف أنهم يتابعون مع مصالحهم ومع مديرية السياحة و الولاية كل ما يجري، كما يُثمن بدوره كمسؤول أول على القطاع كل المجهودات المبذولة لتحسين الخدمات واستقطاب الزبائن بالأخص فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفنادق سواء التابعة للقطاع العام أم الخاص؛ حيث استجاب معظم المدراء للمبادرة التي أطلقتها الوزارة السنة الماضية من خلال تطبيق سياسة الأسعار التنافسية من 20 إلى 25 بالمئة. وعاد الوزير ليؤكّد للصحفيين والمواطنين خلال حديثه بأن موسم الاصطياف كان ناجحا نسبة إلى الاحصائيات والمعلومات التي اطلع عليها .
وفي إجابته على أسئلة “الإمارات نيوز”، أفاد الوزير بأنهم يتابعون كل الولايات ويعملون بجد لتحقيق أهداف المخطط التوجيهي للسياحة 2030، و يركزون على التنسيق مع كل القطاعات منها: وزارة النقل ،وزارة الاتصال، وزارة البيئة، وزارة الثقافة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما يثمنون الأبحاث والدراسات الخاصة بالسياحة التي أنجزها الطلبة والأساتذة الباحثين، مضيفا في سياق حديثه أن الوزارة تعمل على رقمنة كل المواقع الأثرية والمعلومات الخاصة بالترويج السياحي حتى تسهل عملية التعاون مع القطاعات الأخرى بما يتناسب مع تكنلوجيات الإتصال الحديثة ،هذا إلى جانب تكوين خبراء من قبل المنظمة العالمية للسياحة وتقديم دورات لكل الموظفين المنتمين إلى القطاع مع التركيز على الاحصاء السياحي، حتى يتم وضع الخطط والاستراتيجيات بما يتناسب مع الأهداف.
كما وقف الوزير على هامش زيارته الميدانية والتفقدية بولاية وهران، التي رافقه بها والي ولاية وهران السيد مولود شريفي ورئيس المجلس الشعبي الولائي ومجموعة من المنتخبين على سير بعض المشاريع، حيث استهل زيارته بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز فندق سكيفال لأربع نجوم تابع لبلدية السانيا يضم 120 غرفة و مطعم و قاعة محاضرات و قاعة حفلات الى جانب مسبح و قاعة للرياضة وغيرها على أن يسلم المشروع بشهر جانفي 2021.
ثم توجه الموكب إلى دار الصناعة التقليدية والحرف بحي الصباح حيث استمع الوزير إلى انشغالات الحرفيين ووعدهم بالمساعدة بالأخص ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يتعلق بسعر كراء المحلات الذي سيخفضه بنسبة 50 بالمئة لهذه الفئة، وكشف عن تخصيص لجنة خاصة بمحاربة الغش والتقليد الذي طال بعض الحرف والمنتوجات الوطنية بالأخص ما تعلق بالحلي وحتى بعض اللوحات الفنية والصناعات الجلدية، حيث تم إبرام اتفاقية تعاون مع وزارة التجارة والمديرية العامة للجمارك لحماية المنتوج المحلي والموروث الثقافي من السرقة التي طالته من عدة دول أجنبية.
ودعا الوزير إلى تشجيع المواهب الشابة المبدعة التي حافظت على حرفة الأجداد وكذلك النساء الحرفيات اللواتي مثلن الجزائر في المحافل الدولية، ووعدهم بإعادة احياء الصالون الوطني للإبداع قريبا. ثم توجهنا إلى منطقة بلقايد حيث عاين الوزير والوفد المرافق له اشغال مشروع ” القرية المتوسطية بلقايد” التي ستستقبل ضيوف العرس الرياضي بوهران سنة 2021.
واختتم الوزير زيارته بمعاينة أكبر مشروع سياحي و ترفيهي بمدينة وهران، والمتعلق بالحضيرة المائية كريستال بارك ببلدية قديل التي تقع بالجهة الشرقية للولاية، ويضم المشروع مساحة مخصصة للألعاب المائية صممت بمعايير دولية ومطعما ومسبحا، والمكان يطل على البحر لكن الاسعار ليست في متناول الجميع حيث حددت بـ 3 آلاف دج للكبار و 1500 دج للصغار، الملاحظة التي قدمها الوزير لصاحب المشروع، ودعا إلى تخفيضها حتى يتم استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار قبل الدخول الاجتماعي .