متابعة- يوسف اسماعيل
تُعتبر الدهون جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي، إلا أن نوع الدهون التي نتناولها يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتنا العامة. من بين أنواع الدهون، تبرز الدهون المشبعة كمصدر للجدل والنقاش، حيث يُعتقد أنها تلعب دورًا في زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والشرايين.
في هذا المقال، سنستعرض الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة وكيفية تأثيرها على صحتنا، مما سيمكننا من اتخاذ قرارات غذائية أكثر وعيًا.
توجد الدهون المشبعة بشكل أساسي في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، مثل اللحوم الحمراء والدهون الحيوانية، مثل الزبدة والسمن. تعتبر هذه الأطعمة مصدرًا رئيسيًا للدهون المشبعة التي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم. على سبيل المثال، اللحم البقري والضأن يحتويان على نسبة عالية من الدهون المشبعة، وهو ما يجب مراعاته عند تناولها بشكل متكرر.
إضافة إلى اللحوم، نجد أن منتجات الألبان الكاملة الدسم، مثل الحليب كامل الدسم والجبن والقشطة، تحتوي أيضًا على كميات ملحوظة من الدهون المشبعة. بينما تُعتبر هذه المنتجات مصدرًا جيدًا لبعض العناصر الغذائية، مثل الكالسيوم والبروتين، فإن الإفراط في تناولها قد يُزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
لكن ليس جميع الدهون المشبعة تأتي من المصادر الحيوانية، فبعض الزيوت النباتية المهدرجة أيضًا تحتوي على الدهون المشبعة. على سبيل المثال، زيت جوز الهند وزيت النخيل يُستخدمان بشكل شائع في الطهي والمخبوزات، ورغم احتوائهما على فوائد غذائية، إلا أنه ينبغي تناولها بحذر.
الأطعمة المصنعة والمعلبة، مثل الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة، تحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الدهون المشبعة. تُستخدم هذه الدهون غالبًا لتحسين النكهة وقوام المنتجات، مما يجعلها جذابة للمستهلكين. لذا، من المهم قراءة ملصقات المنتجات بعناية للتأكد من كمية الدهون المشبعة الموجودة فيها.
من الضروري أن ندرك أن تناول الدهون المشبعة بشكل معتدل لا يعني بالضرورة أن نجتنبها تمامًا. إذ يُمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، بشرط أن يتم تناولها بحذر. يُنصح بأن لا تتجاوز نسبة الدهون المشبعة 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. لذا، يُفضل التركيز على تناول الدهون الصحية، مثل الدهون الأحادية وغير المشبعة الموجودة في الزيوت النباتية والمكسرات والأفوكادو.