بقلم: لمياء سرحاني
كان الانسان حتى الان مشغول ومشتبك بكل ما يملك من جهد و وقت و موارد للحروب و النزاعات و تغيير طبيعة الكوكب باطماعه اللامتناهية الى ان ظهر هذا الفيروس الدقيق جدا و الذي لم يتمكن احد من التقاطه او فهمه متوغل بين البشر و منتشر بسرعة البرق و كل ما يلزمه ليكون وباءا ” كالطاعون” قاتلا على مساحات شاسعة، عطسة طائشة في المكان الخطأ و المكان الخطأ فعليا هو اَي مكان على هذا الكوكب.
هي فرصة ان نكون أمام خطر “غير بشري” يواجه البشرية كلها فتتوحد و لو لمرة في تاريخها.
ليتنا كرسنا الأموال والجهود والمخابر لبناء مستشفيات، لتخريج دفعات من الممرضات والأطباء المختصين في كل أنواع الأمراض بدل تركيزنا في صناعة السلاح و دفع ارواح شبابنا الى الموت بسبب اطماعنا اللامتناهية، الكرة الأرضية تسعنا جميعًا لكن الجشع عمى قلوبنا.
الكورونا عدونا المشترك هذا العدو لا وجه له، ولا عرق ولا جنس ولا دين ولا حزب يستهدف الكل بلا اَي إقصاء متطرف دموي و قاتل لا يرحم.
هو عدو لنا جميعاً و جميعنا نتفق على اننا سنهزمه نتمنى ان نهزمه ونسعى لهزمه.
في هذا الوقت ستمضي الناس قدماً وسيكون الاقتصاد في فوضى لفترة مجهولة لكن هناك حفنة ضوء هناك في اخر هذا النفق المظلم في الجهة الأخرى بينما نقف جميعًا هنا انا اؤمن ان هذه الحفنة من الضوء في انتظارنا باخر النفق ستكون مبنية على المبادئ و القيم التي نمارسها في الوقت الحالي مثل قيم العدل و اللطف وتحمل المسؤولية والصبر والاحترام والشجاعة.
إذا مارسنا هذه القيم الآن عندما نتخلص من هذا الفيروس قد يكون السبب الذي يجمعنا ويوحدنا بعد زمن طويل من التشتت.
لذا دعونا نصنع شيئاً إيجابياً من الواقع الذي نعيشه لنصل الى حفنه الضوء المشعة في آخر النفق ولنستمر في العيش.
اعتنوا بانفسكم.. واعتنوا ببعضكم البعض
لأن بعد العسر يسر.