متابعة-جودت نصري
تزامناً مع دخول العام الجديد 2024، يتوقع خبراء التكنولوجيا أن يشهد هذا العام تسارعاً وتطوراً ملحوظاً في عالم التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي، حيث شهد العام الماضي أيضاً قفزات هائلة في العديد من المجالات العلمية أبرزها الذكاء الاصطناعي التوليدي والتكنولوجيا الحيوية.
وفي هذا الصدد، كشف برنامج TechnoVision الذي قدمته شركة Capgemini، والتي تعد من أكبر الشركات في العالم العاملة في مجالات خدمات التكنولوجيا، عن أهم خمسة اتجاهات تكنولوجية متوقعة للعام الجديد 2024.
رفع التوقعات بقدرة التكنولوجيا في 2024
وأوضح البرنامج، أنه خلال العام 2024 تم رفع التوقعات بقدرة التكنولوجيا والتقنيات الناشئة التي من المتوقع أن تشهد تطوراً ملحوظاً عبر تعزيز التقدم في الأعمال والمجتمعات خلال هذا العام، خاصةً بعد أن تصدرت في العام الماضي تقنيات الذكاء الاصطناعي المشهد العالمي واشتهرت في النقاشات العامة والقطاع التجاري.
وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيظل محط اهتمام في العام الجديد، إلا أن هناك تقنيات رئيسية أخرى من المتوقع أن تظهر في الساحة خلال عام 2024، لتسهم في حل التحديات الراهنة التي تواجه الشركات والمجتمعات والبيئة.
وقال باسكال برير، الرئيس التنفيذي للابتكار وعضو اللجنة التنفيذية بالشركة، أنه لا يمكن للأشخاص والمجتمعات والدول تجاهل الأثر الهائل الذي تركته التكنولوجيا في الآونة الأخيرة.
أبرز 5 اتجاهات تكنولوجية متوقعة في 2024
وأكد برير، إن هناك 5 اتجاهات تقنية يتوقع لها أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الطريقة، التي تعمل بها المؤسسات وتحدد أسلوب تعاونها مع مختلف الأطراف المعنية، وتمكنها من تقديم قيمة لعملائها، وهي كالتالي:
1- الذكاء الاصطناعي التوليدي: سينتقل الذكاء الاصطناعي من مجرد مفهوم نظري إلى واقع ملموس في عام 2024، إذ يتوقع أن تصبح الموجة الأولى من المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي ناضجة بما يكفي للإطلاق، مما يميط اللثام عن جوانب مهمة من هذه التكنولوجيا، التي لم يتم استغلالها بالكامل في مراحلها المبكرة.
كما سيصبح الحصول على نتائج مهمة من هذه التقنية أمراً أكثر سهولة ويسراً، وسوف تتسابق المزيد المؤسسات والقطاعات لتبني هذه التكنولوجيا، وسينتقل صناع القرار من مرحلة التجريب واسع النطاق إلى استراتيجية مركزة، تتضمن إطلاق مشاريع مختارة تستند إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتنطوي على إمكانات تحويلية حقيقية.
وبحسب تقديرات الشركة، يمكن أن تضيف تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي ما بين 2.6 إلى 4.4 تريليونات دولار إلى الاقتصاد العالمي سنوياً.
2- نهج الثقة المعدومة: بدورها ستزداد مستويات التهديد والمخاطر السيبرانية تزامناً مع زيادة إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي وانتقال عملية معالجة البيانات إلى الأطراف، وهذا ما سيجعل الشركات على اختلاف أحجامها تعتمد على بنية تستند إلى نهج الثقة المعدومة، وسوف يتطور هذا النهج في عام 2024 من مجرد كلمة يتردد صداها هنا وهناك، إلى تقنية لا غنى عنها ذات معايير حقيقية، وسيكون على المؤسسات تضمين نهج الثقة المعدومة في ثقافة أعمالها، وبذل جهود كبيرة لدعم وتعزيز المرونة السيبرانية لعملياتها.
3- الحوسبة الطرفية: ستواصل الحوسبة الطرفية نموها المتسارع، وستكون عامل قوة استراتيجياً للأعمال، ولن تظل مجرد عامل ثانوي كما هو الحال الآن، بل ستصبح قوة استراتيجية للأعمال، حيث ستتيح معالجة البيانات بشكل أسرع، وستسهم بتقليل زمن الاستجابة وتعزيز الكفاءة.
وستلعب الحوسبة الطرفية دوراً كبيراً في تطوير حالات استخدام وبناء قدرات جديدة عبر العديد من القطاعات، فعلى سبيل المثال سيكون النمو غير المسبوق في الحوسبة الطرفية بمثابة مقدمة مبكرة لشبكة الجيل السادس، ومن المتوقع أن يدعم هذا التآزر بين الحوسبة الطرفية وشبكات الجيل السادس، الذي سيصبح الوضع السائد بحلول عام 2030، المتطلبات العالية للتقنيات المستقبلية.
4- أجهزة الكمبيوتر: ستصبح أجهزة الكمبيوتر في عام 2024 أكثر تطوراً وقوةً، وسيعمل الذكاء الاصطناعي على إطلاق العديد من الميزات الجديدة، مثل المطالبات غير النصية لإتاحة تجربة ثنائية الاتجاه بين البشر وجهاز الكمبيوتر، كما ستوفر أجهزة الكمبيوتر الجديدة تجربة جذابة وتعاونية، حيث ستسمح للمستخدمين بالمشاركة في الإبداع بالصوت والإيماءات والأوامر المرئية، بما يجعل منها أجهزة مساعدة رقمية حقيقية.
ومن المتوقع في العام الجديد أن يتم تزويد أجهزة الكمبيوتر الشخصية الجديدة بميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل “تقنية التعرف المتقدم على الصوت، ومعالجة اللغة الطبيعية، والأتمتة الذكية لتفسير الحالة المزاجية، وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت، أو حتى تغيير طريقة الكتابة”، وذلك لتقديم تجربة أكثر تميزاً وثراء.
5- الابتكارات المستقبلية: ستكون الابتكارات المستقبلية التكنولوجية في 2024 هادفة ومستدامة، حيث ستولي هذه الابتكارات المستقبلية أولوية رئيسية للاستدامة، واهتمام بالأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي، وستقوم المؤسسات بفحص جوانب عملياتها التجارية بعناية بالغة، بما في ذلك “عمليات البحث والتطوير، وتصميم المنتج، ودورة حياة المنتج بأكملها، لتقليل الانبعاثات والنفايات وخفض البصمة الكربونية بالتوازي مع تحسين الكفاءة التشغيلية”.